تعريفات لمعنى الاجتهاد في الرجال

ربما يستغرب الباحث ذكر الاجتهاد والتقليد كعنوان في مباحث علم الرجال ولكن الحقيقة الخطيرة تحتّم إثارة هذا البحث في قواعد علم الرجال، ولعلّه يترائى للبعض غرابة هذه الإثارة ظنّاً منه أنّ كلّ من خاض عباب هذا العلم فقد اجتهد فيه وألمّ بحقيقة الاستدلال في أحوال الرجال، وأنّ المقلد إنّما هو من يعتمد في تصحيح الروايات أو تضعيفها على المشهور، فإذا صحّحوا الرواية صحّحها وإذا ضعّفوها ضعّفها من دون أن يعني نفسه بجهد التفتيش عن أحوال الرواة لهذه الرواية. وأمّا من مارس تتبّع الكتب واستخلاص ما ذكرته الأصول الخمسة أو الستة الرجالية فهذا يعدّ اجتهاداً وتنقيباً استدلالياً في الرجال. هذا، فضلًا عمّن كتب في علم الرجال دورة في المفردات الرجالية استقصى فيها كلّ ما ورد في تلك المفردة من النصوص الرجالية من الأصول القديمة والمدوّنات المتأخرة.

ولكن واقع الحال أنّ ظاهرة التقليد في الجهة الأصلية وهي الجرح والتعديل- دون بقية الجهات كتمييز المشتركات وتحديد الطبقات وغيرها-