الأصل السابع، أهمية التحقيق والتثبّت في تاريخ ومواد التراث الديني

إنّ من الأمور المهمة في تحقيق البحث التاريخي جدارة المنهجيّة في التحرّي والفحص سواء في الموادّ واستقصائها أم في التحليل التاريخي لا سيما بعد أهميّة ذلك في التراث الديني سواء في علم الرجال أم في بقيّة علوم الدين كتحقيق السيرة النبويّة وأسباب نزول الآيات وكذلك سيرة المعصومين من أهل البيت عليهم السلام مضافاً إلى تاريخ التشريع وصدوره وما واكبه من أحداث ومشاهد إذ كل هذه الأمور مؤثّرة في المعرفة والعقائد الدينيّة وثقافة المسلمين وفهم العلماء للتراث الديني المنقول.

فكم من حقائق غيّبت وطمست وغفل عنها بسبب عدم مراعاة المنهجيّة اليقظة الصحيحة في التحرّي التاريخي. لا سيما وأنّ تاريخ الدين قد كتب تحت ظل السلطات والحكومات التي أتت بعد رسول اللَّه صلى الله عليه و آله في عهد الخلفاء الثلاثة أو في عهد خلافة بني أميّة وبني العبّاس فما كانت الأقلام تسطر إلّاما يروق السلطات ويجتاز الترخيص منها بالانتشار فانشعبت الكتب والأذهان والأجيال اللاحقة التي لم تشهد الأحداث بأمّ عينها ولم تسمع بمباشرة الشفاه بما تريده سلطات الخلافة من ترسيم للأمور وحياكة للأحداث، فعتّم على كثير من الحقائق التي لا يروق الخلافة نشرها وقد كان الطرف المضطهد هم أهل البيت عليهم السلام بعد رسول اللَّه صلى الله عليه و آله، فمورس برنامج من إخفاء الحقائق وحجبها