وكما في سهل بن زياد الآدمي الذي قال النجاشي في حقّه: «كان ضعيفاً في الحديث غير معتمد فيه» والحال أنّ الكليني قد أكثر من الرواية عنه ربما تبلغ الآلاف [1] فياترى هل أنّ الكليني الذي وصف بأنّه أثبت الناس في الحديث يملأ قريب ثلث كتابه من الرواية عن ضعيف كاذب غال؟

المفارقة بين الاعتماد على الراوي والرواية

والحاصل: من الأبحاث المهمّة، التفرقة بين اعتماد الأصحاب المتقدّمين على رواية مّا، وبين اعتمادهم على الراوي نفسه إذ هناك جملة من الفوارق والثمار بين المقامين:

1- أنّه في المورد الأول ليس من الضروري أن يكون الاعتماد نابعاً من وثاقة الراوي عندهم بخلاف المورد الثاني.

2- في المورد الأوّل قد يكون منشأ الاعتماد قوّة مضمون الرواية أو الشواهد الخارجيّة على المضمون من روايات أخرى أو قيام السيرة من الأصحاب الموافقة لذلك المضمون، وهذا بخلاف المورد الثاني.

3- أنّ اعتمادهم في المورد الأول ليس مطّرداً في روايات الراوي بخلاف المورد الثاني.

4- أنّ شواهد النحو الثاني وقرائنه تختلف عن النحو الأوّل فمثل كثرة الرواية أو كثرة الترضّي أو رواية كل الكتاب الذي لصاحبه أو الأصل وغيرها هي من شواهد المورد الثاني دون المورد الأوّل.

[1] - أحصى عدد رواياته في الطبقات في معجم الرجال السيد الخوئي قدس سره فبلغ 2304 رواية. معجم رجال الحديث/ ج 8، وإن كان ذلك لا يمثل إحصاءاً نهائياً.