في اللسان والصدق في اللهجة بل يترقّى ويتصاعد إلى الاعتماد عليه في بناء معالم الدين وأخذها، وهو يزيد في الخطورة على مجرّد اعتبار الرواية الواحدة وخبر الواحد إلى درجة البحث في اعتبار من يؤخذ عنه الدين والآثار للوصول إلى معالمه وأركانه، أي أنّ هذه الموقعيّة ليست موقعيّة الراوي العادل الثقة بل موقعيّة من يكون علماً في الدين ورئيساً من رؤساء المذهب ومن الأركان لا مجرّد رواية عادل وثقة.

ومما يؤكّد هذه القاعدة في استكشاف مباني الرجالية لأصحاب الأئمة ما قاله الكشي بعد نقله أنّ الفضل نهى تلاميذه من رواية أحاديث التي رواها عن محمد بن سنان إلّابعد موته، قال بعد ذلك: «قد روى عنه الفضل وأبوه ويونس ومحمد بن عيسى العبيدي ومحمد بن الحسين بن أبي الخطّاب والحسن والحسين ابنا سعيد الأهوازيان ابنا دندان وأيوب بن نوح وغيرهم من العدول والثقات من أهل العلم» [1].

وهذه العبارة من الكشي لمحمد بن سنان- بأنّه قد روى عنه هؤلاء الأكابر- تدلّ على استظهار الكشي من أنّ رواية الأكابر المتعدّدين بكثرة عن راوٍ كاشفة عن اعتمادهم عليه وأنّه محطّ اعتماد، لا سيما وأنّ رواية الأكابر ليست على درجة اعتبار رواية مجرّد العدل الثقة، ولذلك قيّد الكشي محطّ استشهاده بكونهم «من العدول والثقات من أهل العلم».

الثالث: الرواية عن الضعفاء سبب للذم

ممّا يشهد على مضمون ما قرّرناه من القاعدة لاستكشاف آراء كبّار

[1] - رجال الكشي/ رقم 980.