الردّ على جرح العامّة بفتح باب الاجتهاد في رجالهم

إنّ من الأمور المهمّة التي ينبغي الالتفات إليها أنّ أرباب الجرح والتعديل في مذاهب العامة يدأبون في تضعيف الرواة عندهم الراوين لفضائل أهل البيت عليهم السلام ومقاماتهم أو الراوين لمثالب خصوم أهل البيت أو الراوين للأحاديث النبوية المشتملة على أحكام مطابقة لمذهب أهل البيت، لا سيما بعد تأصّل هذه القاعدة لديهم والتي صرّحوا بها أنّ السنّة عندهم هو في عداء أهل البيت وجفائهم والقطيعة معهم، وكلّ ما ازداد الراوي في ذلك قيل فيه إنّه صلب في السنّة، وكلّما كان لديه هوى ومحبة ومودّة لأهل البيت والميل إليهم جرحوه بالضعف والبدعة والطعن.

وعندهم أنّ أرباب الجرح والتعديل كأحمد بن حنبل ومالك وابن حبّان ويحيى بن سعيد والبخاري ويحيى بن معين وابن عدي والعقيلي والذهبي قولهم لا يجاوز ولا يعترض عليه، وكأنّ آراءهم وفتاواهم الرجالية شهادة حسّية لا تعارض، مع أنها ليست إلّافتاوى رجالية نتيجة اجتهادات حدسية، وقد ذكرنا