وأنّه كان يعترض على التوقيعات والأجوبة الصادرة منه عليه السلام في المكاتبات.

وهذا التوقيع متطابق مع مفاد التوقيع الآخر من اعتراض الفضل بن شاذان على روايات غوامض المعارف والمقامات وأنه كان ينكر صحّة صدور التوقيعات المتضمّنة لذلك، كما كان يعترض على الوكلاء المبتعثين في تمايلهم إلى جماعة الرواة لروايات غوامض المعارف والمقامات.

مع أنّا لسنا في صدد القدح في جلالة الفضل ومكانته، بل في صدد التعرّف على مواضع الخلاف بينه وبين الجماعة الأخرى من الشيعة التي طعن الفضل عليهم واتّهمهم بالغلو والطيارة. ومن أهمّ تلك المواضع إنكاره للارتباط بالغيب بعد رسول اللَّه صلى الله عليه و آله وهو مؤشّر على توقّف الفضل عن القول بكثير من المقامات الغيبيّة التي كانت لهم عليهم السلام وانّه كان يصفها بالغلو. ومن ثمّ كان مسلك الفضل الطعن على كثير من رواة غوامض المعارف كما روى الكشي عنه أنّه قال:

«وذكر الفضل في بعض كتبه الكذّابون المشهورون أبو الخطّاب ويونس بن ظبيان ويزيد الصائغ ومحمد بن سنان وأبو سمينة أشهرهم» [1] وهذا الموقف سرى وتبعه عليه تلاميذه وتلاميذهم كالكشي ووصل إلى ابن الغضائري والنجاشي؛ فنجم عن ذلك طعنهم في كثير من أجلاء رواة المعارف ونجوم هذه المدرسة الروائية.

اعتراضات على صحّة صدور التوقيع

فقد اعترض في معجم الرجال على التوقيع الذي رواه الكشي عن ابن قتيبة بأنّ ابن قتيبة لم يوثّق. واعترض على التوقيع الذي رواه الكشي عن محمد

[1] - رجال الكشي/ رقم 1033.