هذا مع ما لجبرئيل من العظمة، فهو الذي قلب قرى قوم لوط عاليها سافلها: فَجَعَلْنا عالِيَها سافِلَها وَ أَمْطَرْنا عَلَيْهِمْ حِجارَةً مِنْ سِجِّيلٍ[2]، وغير ذلك من العذاب الإلهي نزل على يد جبرئيل، ولهذا ترى أن اليهود تكره جبرئيل: قُلْ مَنْ كانَ عَدُوًّا لِجِبْرِيلَ فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلى قَلْبِكَ بِإِذْنِ اللَّهِ مُصَدِّقاً لِما بَيْنَ يَدَيْهِ وَ هُدىً وَ بُشْرى لِلْمُؤْمِنِينَ* مَنْ كانَ عَدُوًّا لِلَّهِ وَ مَلائِكَتِهِ وَ رُسُلِهِ وَ جِبْرِيلَ وَ مِيكالَ فَإِنَّ اللَّهَ عَدُوٌّ لِلْكافِرِينَ[3].
وقد روي أن أبن صوريا وجماعة من يهود أهل فدك، لما قدم النبي (ص) المدينة سألوه ... فقال أبن صوريا: خصلة واحدة إن قلتها آمنت بك، وأتبعتك، أي ملك يأتيك بما تنزل الله لك، قال: جبريل، قالوا: ذلك عدونا ينزل بالقتال والشدة والحرب، وميكائيل ينزل باليسر والرخاء، فلو كان ميكائيل هو الذي يأتيك آمنا بك ... [4].
وفي رواية أخرى: لأن ميكائيل كان يشد ملكنا، وجبرئيل كان يهلك ملكنا فهو عدونا لذلك [5].