responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مقامات النبي و النبوة نویسنده : السند، الشيخ محمد    جلد : 1  صفحه : 92

البديهيات معصوم، ولكن الإنسان والفرد العادي معصوم في دائرة ضيقة بخلاف أولئك الذين اصطفاهم الله وطهرهم فإنهم معصومون في دائرة فطرية وسيعة، لأنه مقتضى تركيبة الاصطفاء، كما نعتهم القرآن: إِنَّما يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً [1]، وهذه الخلقة الفطرية الطاهرة هي قسم من أقسام الوحي.

فإذا كانوا مطهرين وأبعد عنهم الرجس فلا محالة سوف تكون ميولهم ميول حق ونشأتهم نشأة حق، وإذا شاءوا علموا إن الله قد شاء.

فعن أبي بصير قال: سمعت أبا جعفر (ع) يقول: في صاحب هذا الأمر سنة من موسى، وسنة من عيسى، وسنة من يوسف، وسنة من محمد (ص).

فأما من موسى فخائف يترقب، وأما من عيسى فيقال فيه ما (قد) قيل في عيسى، وأما من يوسف فالسجن والغيبة، وأما من محمد (ص) فالقيام بسيرته وتبين آثاره ثم يضع سيفه على عاتقه ثمانية أشهر فلا يزال يقتل أعداء الله حتى يرضى الله عَزَّ وَجَلَّ، قلت وكيف يعلم أن الله تعالى قد رضي؟ قال: يلقي الله عَزَّ وَجَلَّ في قلبه الرحمة [2].

وهذا نوع من الوحي غير التكليم، ويغاير مجيء ملك، ويغاير الوحي بالسماع، ويغاير الكلمة المدونة في ألواح المنزلة. فإن هذه الفطرة المصطفاة نفسها هي قسم من أقسام الوحي، وهو من قبيل قوله تعالى: وَ إِنَّكَ لَعَلى


[1] سورة الأحزاب: الآية 33.

[2] إكمال الدين وتمام النعمة للصدوق: 308.

نام کتاب : مقامات النبي و النبوة نویسنده : السند، الشيخ محمد    جلد : 1  صفحه : 92
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست