نام کتاب : مقامات النبي و النبوة نویسنده : السند، الشيخ محمد جلد : 1 صفحه : 376
ضمن موازنة علمية دقيقة، هذا ما يقال عنه امتحان علمي، وهذا يمارسه كل عالم وفي كل نطاق وكل معلومات قبل أنْ يقدم على أي فعل، من الضروري من يمتلك علم، العالم يمارس مثل هذا الامتحان، وهذهِ الموازنة ومثل هذا الاصطفاء، هذا قدْ يقال عنه في لسان الوحي والروايات يُعبَّر عنه بالاصطفاء في مقام العلم او قدْ يُعبَّر عنه بالانتجاب كما وَرَدَ عنه في خطبة الصديقة عندما كانت تنعى سيد الأنبياء أبيها صلى الله عليهما، حيث قالت: «اختاره قبل أنْ أرسله، وسمّاه قبل أنْ اجتباه واصطفاه قبل أنْ بعثه» [1]. ذلك فالانتخاب الإلهي والاصطفاء إذاً الامتحان يكون في الصعيد العلمي؛ لأنَّ الله سبحانه وتعالى عالم بكل المغيبات وبكل المستقبليات ويرسم نظامه، وسننه، وإرادته، وأنواع مشيئته، وقضاءه، وقدره على ذلك العلم النافذ الغيبي الذي لا يحدّ ولا ينتهي وبالتالي يتمُّ الامتحان والانتخاب والاصطفاء أولًا في صعيد العلم: «فيا ممتحنة امتحنك الذي خلقك قبل أنْ يخلقك فوجدك لما امتحنك صابرة». فضمن هذا العلم علم الله بالمستقبليات ومغيبات الأمور وتداعيات الذوات المختلفة. كل ذات طبيعتها وتداعياتها ومقتضياتها وسيرتها هي حاضرة في علم الباري بالمستقبل، فوجد الزهراء صابرة لما امتحنه بها.