نام کتاب : مقامات النبي و النبوة نویسنده : السند، الشيخ محمد جلد : 1 صفحه : 175
للقرآن الكريم هي قُلْ لَوْ كانَ الْبَحْرُ مِداداً لِكَلِماتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَنْ تَنْفَدَ كَلِماتُ رَبِّي[1].
مع أن الكلمات الموجودة في المصحف الشريف تعدادها معدود محدود وكذلك الآيات والسور، بينما القرآن الكريم يقول الكلمات لا تنفد ولا تنقطع، لذلك يتوهم هذا القائل أن النبي يتلقى شيئاً محدوداً لأنه لم ولن يعي أي منزل من منازل القرآن الكريم، فإن المنزل العلوي الذي تلقاه النبي (ص) لا يزال يرفد وينهل ويمد العلم البشري، وهذا سنخ لَوْ كانَ الْبَحْرُ مِداداً لِكَلِماتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَنْ تَنْفَدَ كَلِماتُ رَبِّي فإن الكلمات جمعها كلام، والكلام جمعه في الكتاب.
وفي آية أخرى قوله تعالى: وَ لَوْ أَنَّ ما فِي الْأَرْضِ مِنْ شَجَرَةٍ أَقْلامٌ وَ الْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِنْ بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ ما نَفِدَتْ كَلِماتُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ[2].
فتبين أن هذا الذي بين الدفتين من المصحف الشريف العظيم المقدس هو أنزل منزلة من منازل القرآن الكريم، فإن للقرآن منازل ومقامات عديدة جداً، بعضها موصوف بأنه لا محدود، لا متناهي، لا ينقطع، ولا يستوعبه عالم المادة، وإنما يستوعب عالم المادة شيئاً فشيئاً من عالم الملكوت، وأهل البيت (عليهم السلام) هم الذين يبنون هذه البراهين والدلائل والحقائق، والقرآن يفصح عن حقائقه بدعامة وإرشاد أهل البيت (عليهم السلام) للأمة وَ ما يَعْلَمُ