كدلالة
على حرمة اخباره مضافا إلى أن ظاهره الاخبار عما تحقق في الخارج لا عن
الامور المستقبلة،مع أن صاحب الوسائل فسر العراف بالمنجم[1].
و أما المؤيد الثاني الذي استند إليه المصنف رحمه اللّه و هو قوله عليه
السّلام في الاحتجاج«لئلا يقع سبب يشاكل الوحي من خبر السماء»،ففيه:ان
ظاهره مبغوضية معارضة الوحي الالهي و الأنبياء بالاخبار عن المغيبات كما
كان متعارفا لا مجرد الاخبار بها مع الإعلام بأن مدرك خبره النوم أو الحدس
أو الفراسة من دون اقترانّه بدعوى أصلا.
فظهر انّه لا دليل على حرمة الاخبار عن الامور المستقبلة إذا كان عن علم و
جزم.ثم ان ظاهر كلام المصنف رحمه اللّه اعتبار بعض العلوم كالجفر و الرمل و
لم يثبت لنا وجهه[2].
[1]تقدم عن أهل اللغة انّه غيره. [2]في نفائس الفنون تأليف محمد بن محمود
الاملي في زمن السلطان محمد خدا بنده و مدرس في السلطانية و له مناظرات مع
عضد الدين الايجي ذكره في كشف الظنون و مجالس المؤمنين،قال:واضع علم الرمل
النبي دانيال عليه السّلام و ذلك لما دعا الناس إلى التوحيد و لم يسمع منه
أحد في بلاده تركها إلى بلاد اخرى و فتح حانوتا و جعل يخط في الأرض خطوطا و
يخبر الناس عن الماضي و المستقبل ثم علم جماعة بهذا العلم و لما اتقنوه
أرسلهم في البلدان يدعون إلى وجود نبي في العالم.
و سئل ابن عباس عن علم الرمل؟فقال:انّه من الاثارة التي أخبر عنها الكتاب
اذ يقول «ائتوني بكتاب من قبل هذا أو اثارة من علم ان كنتم صادقين»،و روى
أبو الأسود الدؤلي أن النبي صلّى اللّه عليه و اله سئل عن علم
الرمل؟فقال:ان نبيا من الأنبياء كان يأتيه أمره في خط الرمل فمن وافق خطه
علم باذن اللّه تعالى.