كفلا بد
أوّلا من بيان موجبات الكفر لنعرف ما يوجبه التنجيم بأقسامه من الكفر أو
الفسق،فنقول:اصول الدين التي يحكم بكفر منكر أحدها و لو عن عذر و إن لم
يعاقب في القيامة ثلاثة تنحل إلى أربعة:
الأول:الإقرار بوجود الصانع و هو داخل في التوحيد؛إذ لا معنى للاقرار بالتوحيد بدون الاقرار بالصانع،فالتوحيد ملازم لإثبات الصانع.
الثاني:التوحيد و انكار كل منهما مستلزم للكفر،و يدل عليه من الكتاب آيات منها ما في آل عمران/64:
{ قُلْ يا أهْل الْكِتابِ تعالوْا إِلى كلِمةٍ سواءٍ
بيْننا و بيْنكُمْ ألاّ نعْبُد إِلاّ اللّه و لا
نُشْرِك بِهِ شيْئاً و لا يتّخِذ بعْضُنا بعْضاً أرْباباً
مِنْ دُونِ اللّهِ فإِنْ تولّوْا فقُولُوا اِشْهدُوا بِأنّا
مُسْلِمُون } ،و من الأخبار ما في اصول الكافي عن عبد اللّه عن أبي
عبد اللّه عليه السّلام قال:سألته عن قول اللّه عز و جل فطرة اللّه التي
فطر الناس عليها،ما تلك الفطرة؟قال:«هي الإسلام فطرهم اللّه حين أخذ
ميثاقهم على التوحيد،و قال: ألست بربكم،و فيه المؤمن و الكافر».
الثالث:النبوة أي الإقرار بنبوة محمد صلّى اللّه عليه و اله و أنّ كل ما
يخبر به حق و صدق،و يدل عليه من الكتاب العزيز قوله تعالى في آل عمران/19:
{ إِنّ الدِّين عِنْد اللّهِ الْإِسْلامُ و ما اِخْتلف
الّذِين أُوتُوا الْكِتاب إِلاّ مِنْ بعْدِ ما جاءهُمُ
الْعِلْمُ بغْياً بيْنهُمْ و منْ يكْفُرْ بِآياتِ اللّهِ
فإِنّ اللّه سرِيعُ الْحِسابِ } ،و أما الاقرار بنبوة
سائر الأنبياء فمن أخبر نبينا صلّى اللّه عليه و اله بنبوته وجب الاعتقاد
بها و إلاّ فلا دليل على لزوم الاعتراف به.
الرابع:المعاد فإنّ الايمان باليوم الآخر مقرون بالإيمان باللّه تعالى في
كثير من الآيات،و يجب الاعتقاد بالمعاد الجسماني الذي أنكره الكفار مدعين
من يحي العظام و هي رميم؟فأجابهم اللّه سبحانه { قُلْ يُحْيِيها الّذِي أنْشأها أوّل مرّةٍ } .