المقالة الخامسة: فاطمة عليها السلام حوراء إنسيّة [1]

معنى الحديث:

ولتوضيح معنى الحديث وتفسيره يثار هذا التساؤل: هل أنّ رسول اللَّه صلى الله عليه و آله كان في صدد بيان حقيقة وذات فاطمة عليها السلام من بعض جوانبها، و هل هذا البُعد الذي بيّنه يختلف عن الخلقة البشريّة، مع وجود وجوه اشتراك بينها وبين سائر نساء العالمين؟

وفي الحقيقة إنّ التساؤل المثار في معنى الحديث وتفسيره في الحقيقة يشابه التساؤل الذي يثار في حقيقة ذات النبيّ صلى الله عليه و آله في قوله تعالى: قُلْ إِنَّما أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحى إِلَيَ [2] من أن القرآن لم يقتصر على تصوير الجانب البشريّ من ذاته وشخصيّته صلى الله عليه و آله، بل ذكر جنبة عُلوية معنويّة أيضاً، وهي مقام تلقّي الوحي،

[1] قد رواه المجلسي في بحار الأنوار: 18: 315، 350، 364، عن تفسير القمّي وعلل الشرائع والمختصر. ملحقات إحقاق الحقّ للمرعشي: 10: 1- 11. أخبار الدول: 87. تاريخ بغداد: 5: 87. ذخائر العقبى: 36. كنز العمال: 30: 94 و 14: 97. مجمع الزوائد: 9: 202. محاضرات الأوائل: 88. مستدرك الحاكم: 3: 156. مناقب المغازلي: 358. ميزان الاعتدال: 1: 38، 253 و 2: 26، 84، 160. نزهة المجالس: 21: 179، وغيرها.

[2] الكهف: 110.