المقالة الثالثة: دور الزهراء عليها السلام في العقيدة والبُنية الاولى للإسلام

ممّا يُبيّن ويوضّح موقعيّة فاطمة عليها السلام في الدين، وحجّيتها في التشريع الذي مرّ على صعيد تنظير الأدلّة، المسار التطبيقي والتنفيذي الذي قامت به من دور.

فهل هذا الدور كان بيانها وتعيينها وبقاء مسار النبوّة والرسالة في منهاج الإمامة، وأنّ هذا المقام الغيبيّ ذو الشؤون ممتدّ في الإمامة؟

أو هو لرفعها اللوابس والحيرة الساترة على رؤية وبصيرة الامّة، بسبب الفتنة الفكريّة والسياسيّة المحتدمة، التي غطّت وعمّت الأجواء في أوّل مرحلة تعيشها الامّة بعد غيبة نبيّها صلى الله عليه و آله؟

أو ما قصدته وكشفت عنه في خطبتها، بعد بيانها لأركان المعارف كجوامع علم ترجع إليها الامّة في معارف الدين وفروعه؟

أو هو لسَنّها لسنّة التولّي والتبرّي السياسيّ والعقيديّ في الدين والامّة؟

أو هو لتسجيلها موقفاً واضحاً لكلّ الأجيال لإدانة حركة السقيفة، ومسارها الانحرافيّ البعيد عن خطّ أهل البيت عليهم السلام ومنهجهم، وبالتالي تبيّن بطلان الأُسس وبُنى هذه المدرسة الاخرى، كالشورى في الإمامة الإلهيّة، وخوف الفتنة، ودعوى العلم بالكتاب والسُّنّة، كما في قولها عليها السلام:

«أَمْ أَنْتُمْ أَعْلَمُ بِخُصُوصِ الْقُرْآنِ وَعُمُومِهِ مِنْ أَبِي وَابْنِ عَمِّي؟»،

وهو نفس بيان عليّ عليه السلام يوم صفّين: «القرآن الناطق والصامت».

وللإجابة عن هذه التساؤلات تظهر من حجم الحساسيّة والتحسّس المشاهد