صالِحاً فَأَرادَ رَبُّكَ أَنْ يَبْلُغا أَشُدَّهُما وَ يَسْتَخْرِجا كَنزَهُما رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ وَ ما فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْرِي ذلِكَ تَأْوِيلُ ما لَمْ تَسْطِعْ عَلَيْهِ صَبْراً [1].
وقوله تعالى: وَ أَوْحَيْنا إِلى أُمِّ مُوسى أَنْ أَرْضِعِيهِ فَإِذا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ وَ لا تَخافِي وَ لا تَحْزَنِي إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَ جاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ... فَرَدَدْناهُ إِلى أُمِّهِ كَيْ تَقَرَّ عَيْنُها وَ لا تَحْزَنَ وَ لِتَعْلَمَ أَنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌ [2].
وقوله تعالى: وَ لَقَدْ مَنَنَّا عَلَيْكَ مَرَّةً أُخْرى* إِذْ أَوْحَيْنا إِلى أُمِّكَ ما يُوحى* أَنِ اقْذِفِيهِ فِي التَّابُوتِ فَاقْذِفِيهِ فِي الْيَمِّ... [3].
وقوله تعالى في العصمة عن الزلل: كَذلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَ الْفَحْشاءَ إِنَّهُ مِنْ عِبادِنَا الْمُخْلَصِينَ [4].
والملاحظ هنا هو التعبير بصرف السوء عنه لا صرفه عن السوء، ولا يخفى الفارق بينهما على الفطن اللبيب كما تقدّم في آية التطهير.
فتلحظ في الآيتين أنّ فعل الإذهاب للرجس، وصرف السوء، قد أُسند إلى اللَّه تعالى مباشرة.
العصمة والاكتساب
العصمة والعدالة
من الضروريّ الإشارة هنا إلى الفرق بين العدالة التي هي من الصفات العمليّة المكتسَبة، وبين العصمة العمليّة التي هي من المقامات اللدنيّة الاصطفائيّة
[1] الكهف: 80- 82.
[2] القصص: 13.
[3] طه: 38- 39.
[4] يوسف: 24.