المقالة الثانية: الزهراء عليها السلام وصيانة الإسلام عن التحريف

دور الأوصياء عليهم السلام في حفظ الشريعة عن التحريف:

إنّ المسار الطبيعيّ للرسالات هو أنّها كانت تتعرّض دوماً لمجموعة من الانحرافات، سواء في صياغة الرسالة الإلهيّة نفسها أو في تفسيرها.

ومنهج الإسلام على الضدّ من ذلك، و ذلك للأسباب التالية:

1- الضمان الإلهي بسلامة القرآن من التحريف.

2- وجود الحجج الإلهيّة والأوصياء لضمان صيانة الشريعة من التعرّض للتحريف الفكريّ، والتفسير طبقاً للأهواء والأغراض السياسيّة والشخصيّة.

و هذا الدور نلمسه واضحاً في حياة سيّدة النّساء عليها السلام، حيث قامت بالتصدّي للتبديل والانحراف الذي قام به رجال السقيفة بعد النبيّ صلى الله عليه و آله.

وهناك حقيقة لا يمكن لأيّ منصف أن يتجاوزها أو يتغافلها، وهي المكانة المرموقة والاحترام الكبير الذي تنطوي عليه قلوب المسلمين للزهراء عليها السلام، فهي بضعة الرسول صلى الله عليه و آله، وهي سيّدة النّساء، قد سمعوا الأحاديث في مدحها وفضلها، وهذه الحقيقة تلحظها حتّى في فترة متأخّرة، حيث تجد أنّ الصحاح الستّة وغيرها من كتب الحديث تجعل فصلًا خاصّاً تحت عنوان فضائل الزهراء عليها السلام، ممّا يؤكّد هذا الأمر الذي نشير إليه.

ونحن نرى أنّ هذا الموضوع قد صار بين الإفراط والتفريط، فبين من اعتقد