المقالة الاولى: موقعيّة فاطمة عليها السلام في سلسلة الأنبياء والأوصياء والحجج الإلهيّة

إنّ الحديث حول موقعية فاطمة عليها السلام ضمن سلسلة الحجج الإلهيّة هو عبارة اخرى عن الدور الإلهي الذي أُنيط بسيّدة النّساء عليها السلام في ضمن هذه السلسلة الشريفة.

فهل كان دورها مجرّد دور فيزيولوجي ووساطة طبيعية، أي كواسطة للنبوّة وللنبيّ صلى الله عليه و آله أو كالأمومة للأئمة الأطهار عليهم السلام، مثل دور آمنة بنت وهب رضى الله عنها مثلًا كوالدة لرسول اللَّه صلى الله عليه و آله، أو أيّ امّ من امّهات الأنبياء والأوصياء، كما قد يتصوّر البعض؟

إنّ الذي يلحظ الآيات التي تتحدّث عنها وعن منزلتها، والأحاديث المتواترة المروية في اصول علماء الإماميّة أو أصحاب السنّة والجماعة، والتي تشير إلى منزلتها ومقامها وتقديس النبيّ صلى الله عليه و آله لها، وتفضيلها على مريم عليها السلام بقوله صلى الله عليه و آله:

«أنت مريم الكبرى»،

وجعلها ضمن النساء الأربع الكاملات، وكلّ ذلك يوحي بوجود عناية ومنزلة تفوق كثيراً تصوّر هذا البعض.

إذن: ما هو هذا الموقع المهمّ لها ضمن هذه السلسلة الشريفة؟

وفي مقام الجواب نقول: إنّ الحديث تارة يدور حول موقعها ضمن سلسلة الأوصياء عليهم السلام واخرى يدور حول موقعها ضمن سلسلة الأنبياء.