responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الوراثة الإصطفائية لفاطمة الزهراء« عليها السلام» نویسنده : السند، الشيخ محمد    جلد : 1  صفحه : 29

فهو نظير التعبير بالاصطفاء على نساء العالمين.

العصمة والحجّية

إنّ العصمة تعني الأمان من الخطأ، والزلل، عمداً أو جهلًا، وهي إمّا في العلم، أو في العمل، ومن ثَمّ قسّموا العصمة إلى عصمة علميّة وعصمة عمليّة.

فالعلمية منها تارة تُفسّر بعدم الوقوع في الخطأ إدراكاً، واخرى بعدم القصور العلميّ في كلّ ما يسوق إلى الهداية، وقد يُسمّى الأوّل منه بالعلم الشأنيّ، والثاني بالعلم الفعليّ.

وأمّا العصمة العمليّة فقد فسّرت بالعلم اللدنّي، أو الصفة النوريّة المانعة لصاحبها عن الوقوع في المعصية أو المخالفة، كما في قوله تعالى: ما ضَلَّ صاحِبُكُمْ وَ ما غَوى* وَ ما يَنْطِقُ عَنِ الْهَوى* إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحى فهي إشارة إلى كلّ من العصمتين، فنفي الضلال هو نفي للزلل في الإدراك العلمي، كما أنّ نفي الغواية هو نفي للزلل في السلوك العملي، وكذا قوله تعالى: وَ لَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَ هَمَّ بِها لَوْ لا أَنْ رَأى بُرْهانَ رَبِّهِ كَذلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَ الْفَحْشاءَ إِنَّهُ مِنْ عِبادِنَا الْمُخْلَصِينَ [1] وفي الآية إشارة إلى العصمة العمليّة وأنّها بسبب علم حضوري وهو معاينة البرهان الإلهي.

إلّا أنّه لا يخفى أنّ كلَّ واحدة من العصمتين قد تُسمّى بالحجّة العلميّة تارة، وبالحجّة العمليّة اخرى، أي أنّ العصمة العلميّة يطلق عليها تارة حجة علمية، ويطلق عليها اخرى حجة عملية، وكذلك العصمة العمليّة.

والوجه في ذلك أنّ العصمة العلميّة تتوفر على اليقين وانكشاف حقيقة الواقع على ما هو عليه في مراتبه العالية فتسبِّب تلقائياً الاستقامة العمليّة بالضرورة،


[1] يوسف: 24.

نام کتاب : الوراثة الإصطفائية لفاطمة الزهراء« عليها السلام» نویسنده : السند، الشيخ محمد    جلد : 1  صفحه : 29
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست