المقالة الرابعة: مصادر سيادة أهل البيت العليا في احتجاجها عليها السلام

تمهيد:

إنّ من الأخطاء الشائعة في فهم النزاع والمواجهة التي كانت بين سيّدة النّساء عليها السلام وأبي بكر، أنّ صورة النزاع هو اختلاف قائم على الاستحقاقات في الشأن الشخصيّ والبُعد الفرديّ، لكنّه كان بداعي النزاع في الشأن العامّ من الخلافة والولاية.

فصورة النزاع تختلف عن دواعيه وغاياته، وأنّ احتجاجاتها منصبّة على الحقّ الشخصيّ، وإن كان دواعي النزاع والقطيعة هو إنكارها لعقد البيعة لأبي بكر، واغتصاب الخلافة والولاية من عليّ وأهل البيت عليهم السلام.

إلّا أنّ الصحيح أنّ هذا التحليل هو فهم خاطىء لصورة النزاع، وإن كان صحيحاً بلحاظ الدواعي والغايات.

فإنّ الصحيح والحقيقة في صورة النزاع ومواد احتجاجاتها ليست بحال من الأحوال شأناً شخصيّاً، بل قوالب تلك الاحتجاجات في عمق الشأن العامّ، وفي موقعيّتها وموقعيّة أهل البيت عليهم السلام في الولاية العامّة.

نعم، الذي أوقعهم في هذا الوهم هو أنّ موادّ احتجاجاتها كالإرث والوصيّة والنِّحلة و... هي مستندات ووثائق صالحة للاحتجاج على الاستحقاقات الشخصيّة في الحقوق الفرديّة، كما تصلح مستندات ومصادر للإلزام والالتزام على الاستحقاقات في الشأن العامّ، فصلاحيّتها لكلا الجانبين هو الذي أوهم الانطباع