responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الوراثة الإصطفائية لفاطمة الزهراء« عليها السلام» نویسنده : السند، الشيخ محمد    جلد : 1  صفحه : 191

وراثة الكتاب وحي نبويّ أم علم لدنّي؟

وقد يثار تساؤل [1] حاصله: أنّ علم أوصياء النبيّ صلى الله عليه و آله بحقيقة الكتاب الملكوتيّة الغيبيّة إن كانت هي عين ما تلقّاه النبيّ صلى الله عليه و آله؛ فيكون حينئذٍ علمهم وحي نبوّة، وإن كان من سنخ آخر فما هو؟

وبعبارة اخرى: إنّ ما تلقّاه الأوصياء من الكتاب إن كان هو مجرّد ألفاظ الصور المسموعة والمدوّنة، فهذا لا يميّزهم عن سائر الامّة، وإن كان ما تلقّوه هو حقيقة الكتاب التي تلقّاها النبيّ صلى الله عليه و آله، والتي هي من سنخ الغيب والملكوت، وهي حقيقة وراء الألفاظ والمعاني، فهذا هو وحي النبوّة!

هناك فروق في كيفية تلقّي الوحي حقيقة الكتاب قد بيّنتها الروايات، وذلك أنّ النبيّ صلى الله عليه و آله يتلقّى حقيقة الكتاب مع المعاينة والرؤية، بينما الإمام يتلقّى ذلك بدون المعاينة والرؤية، بل بالإلهام، والسماع، والنَّكْت، ونحوها.

وهناك فارق آخر، وهو أنّ الإنزال لتلك الحقيقة في البدء هو على النبيّ صلى الله عليه و آله، و ذلك لما تتمتّع به النفس والروح النبويّة من قدرة على العروج إلى الغيب، والاطّلاع على تلك المقامات الملكوتيّة والارتباط بها، والذي يوجب نحو تنزّل لتلك الحقائق العُلويّة، فهذه القدرة هي من مختصات خاتم الأنبياء صلى الله عليه و آله، أما الأوصياء عليهم السلام فإنّهم يتلقّون بعد ذلك ما تنزّل على النفس النبويّة، ولم يكن تلك القدرة من التلقي لهم دونه صلى الله عليه و آله.

و هذا فارق الوحي النبويّ الخاصّ بخاتم الأنبياء مع ما ورثه تكويناً الأوصياء منه.

وقد مرّ في قوله تعالى: ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنا مِنْ عِبادِنا أنّ وراثة


[1] كما أُثير أخيراً في بعض الأوساط الثقافيّة الأكاديميّة، وإن لم تكن الإثارة جديدة فيمضمونها.

نام کتاب : الوراثة الإصطفائية لفاطمة الزهراء« عليها السلام» نویسنده : السند، الشيخ محمد    جلد : 1  صفحه : 191
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست