responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الوراثة الإصطفائية لفاطمة الزهراء« عليها السلام» نویسنده : السند، الشيخ محمد    جلد : 1  صفحه : 177

ويجاب على ذلك: إنّ العلم وإن كان لدنّياً ومن عالم الملكوت، وليس جوهراً مادّيّاً ينتقل بواسطة الأبدان، إلّاأنّ الصفات الوراثية المنتقلة من الآباء والامّهات في النطفة وأمشاجها إلى الذرّية والأولاد هي بيئة وأرضية أُعدّت لتكامل الروح المتعلّقة بتلك النطفة، بحيث تتحلّى الروح بقابليتها للفيوضات السَّنيّة والمواهب اللدنّية التي كانت لدى المورِّث، فالعامل الوراثي في أمشاج النطفة يؤثر أثره في ضمن قانون الصفات المكتسبة من الوراثة.

ولعلّه إلى ذلك يشير قوله تعالى: ذُرِّيَّةً بَعْضُها مِنْ بَعْضٍ وَ اللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ، أو وَ وَهَبْنا لَهُ إِسْحاقَ وَ يَعْقُوبَ وَ جَعَلْنا فِي ذُرِّيَّتِهِ النُّبُوَّةَ وَ الْكِتابَ [1].

ومن ثمَّ ورد عنهم عليهم السلام أيضاً أنّ هناك شبه الجسم اللطيف النوراني الذي ينتقل من الإمام السابق إلى اللاحق، فإذا انتقل إليه ينتقل إليه روح القدس، كما ورد ذلك فيما رواه الصدوق عن أبي الصلت الهرويّ في حديث شهادة الإمام الرضا عليه السلام ومجيء الإمام الجواد عليه السلام إليه [2].

وكذلك ما تواتر واستفاض في ألفاظ زياراتهم عليهم السلام المأثورة عنهم في نعت الإمام كما في قولهم:

«أَشْهَدُ أَنَّكَ كُنْتَ نُوراً في الْأَصْلَابِ الشّامِخَةِ، وَ الْأَرْحامِ الْمُطَهَّرَةِ».

و هذا ممّا يؤكّد ضرورة البيئة القابلة وأرضيّة الاستعداد الموروث.

المحطّة الثالثة: اصطفاء الوارثين لعلم الكتاب في الآية:

وهي قوله تعالى: الَّذِينَ اصْطَفَيْنا مِنْ عِبادِنا فَمِنْهُمْ ظالِمٌ لِنَفْسِهِ وَ مِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَ مِنْهُمْ سابِقٌ بِالْخَيْراتِ حيث وقع الكلام في المراد من الاصطفاء، وكيف يتلاءم مع كون بعض منهم ظالم لنفسه، وبعض مقتصد، وبعض سابق بالخيرات، ومن


[1] العنكبوت: 27.

[2] عيون أخبار الرضا عليه السلام: 2: 242.

نام کتاب : الوراثة الإصطفائية لفاطمة الزهراء« عليها السلام» نویسنده : السند، الشيخ محمد    جلد : 1  صفحه : 177
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست