تمهيد: المنهج التحليلي في معاني المناقب والفضائل

تعدّدت المناهج في دراسة حياة أهل البيت عليهم السلام، ومقاماتهم ومواقعهم الدينيّة، فمن تلك المناهج المنهج المعروف في استقصاء الأخبار والآثار الواردة في المصادر، وتمحيصها، لمعرفة صحّة صدورها، ودرجة الوثوق بطرقها، وقد كُتب على نمط هذا المنهج الكثير من الموسوعات، فضلًا عن الكتب، عبر القرون المتتالية المتعاقبة.

ولم ينفرد علماء الإماميّة بهذا الإنجاز، بل خاض في إنتاج هذا الجهد على هذا المنهج، الرعيل الكبير من علماء المذاهب الاخرى، لا سيّما أولئك الذين تتملّكهم نزعة معنويّة روحيّة، وتربطهم بأهل البيت عليهم السلام روابط المحبّة والتعظيم والولاء.

ولا يخفى أمر أهمّية هذا المنهج، لما فيه من حفظ الحديث النبويّ وسنّة الرسول صلى الله عليه و آله والأحاديث القدسيّة، من الضياع والاندراس، وصيانة للأمانة الإلهيّة، وإيصالها إلى الأجيال اللاحقة.

ولا ندّعي كفاية ما أُنجز، إذ هو باب واسع، لا زال منهج التحقيق فيه يتكامل ويتجدّد، وكم ترك الأوّل للآخر!!

والملاحظ أنّ مساعي التحقيق في هذا المنهج قد أخذت أبعاداً جديدة، وقواعد بديعة، في تطوير هذا المنهج وضبط المصادر، ورسم منظومات إحصائيّة،