كان يدير شؤون طائفة من طوائف المسلمين تهابها السلطة العباسية آنذاك وكانت تسيطر على أكبر دولة عظمى في الأرض من دون أن تتبدد تلك الجماعة أو تتصدع أو تتفكك أمنياً وسياسياً وعلمياً ودينياً رغم التطاحنات الموجودة فيها، بل نراه صلوات الله عليه يمسك بزمام الشارع الفكري للمسلمين فقد كانت تعقد مؤتمرات علمية ودولية من قبل الدولة العباسية للجواد (ع)- كما عقدت لأبيه الرضا (ع) من قبل- ولم تستطع أي شبهة علمية أو أزمة عقدة علمية تتسلق وتتطاول على قدرة المقام العلمي والديني للجواد (ع).

ثانياً: الحياة السياسية للإمام الجواد عليه السلام

وقبل الخوض في هذه النقطة لابُدَّ أن نبين مقدمة يرتكز عليها بحثنا هذا.

التحليل التاريخي والآليات الحضارية

إن الظواهر والأحداث التاريخية التي يمر بها الأنبياء لاسيما سيد الأنبياء (ص) وخلفائه (عليهم السلام) نستطيع أن نصل في فهمها إلى درجات أعمق متعاقبة من دون توقف عند حد، نعم قد لا نصل إلى الإحاطة بكل أعماقها وخصائصها ولكن إلى الدرجات الممكنة لنا بالتدريج.

ومن هنا لابد أن نحلل ونترجم بعض الآليات من خلال الواقع المعاش والمعايش الراهن بمعنى أن لغة ثقافة العصر التي يعيش فيها الإنسان، والبيئة أو المدينة التي يعيش فيها الإنسان يكون أكثر تفاعلًا وفهماً وتأثيراً وتأثراً من برهة أو حقبة زمانية أخرى، وهذه هي طبيعة الإنسان