مقطعية، أما أن تأتي دولة وتنجُز حضارة فهَذا أمر آخر.

مثلًا الدولة التي أسّسها سيد الأنبياء (ص) في غضون عشرة سنوات وَهَذا مِنْ جهة الحكم السياسي، وحتّى لو كان لمدة ثلاثة وعشرين سنة فقدْ أنجز حكومة إسلامية على ربوع كُلّ البُلدان وإلى الآن.

إذنْ الحضارة إنجازٌ ضخم، بينما هُناك كاتب يقول إنِّي أفتخر بهذا البُنيان العمراني للطوب الإسلامي الذي أقامه بني أُميّة في الأُندلُس وَهَذا فخر للإسلام.

فهل هَذا المنطق صائب؟! فهو يفتخر بصروح الطين مِنْ الأبنية ويعتبر هَذا ميزان للحضارة، كما هُو حال الغرب أيضاً حيث يعتبرون حضارتهم هي مِنْ خلال التقنية في المعادن أو الآليات المادية. ولكن ماذا تقول في دمار الأُسرة والانهيار الروحي الأخلاقي في الأفراد والمجتمع الغربي، فهل نستطيع أنْ نُسمّي هَذا حضارة أيضاً؟!.

فرغم أنَّهم يرفعون شعار هذهِ الموازين إلّا أنَّ ذلك مِنْ الجاهلية الجهلاء وَمِنْ العنجهية والأوباشية والتوحشية.

ونحنُ لا نُريدُ أنْ يرصد الميزان العلمي للحضارة ويُحاكم الغرب فقط بلْ حتّى الأمويين والعباسيين والخُلفاء الذين أتوا بَعْدَ رسول الله (ص) فبحث ميزان الحضارة يحاسب ويحاكم على الجميع.

ففي عصرنا الحاضر- مثلًا- رئيس النظام الأمريكي أو الغربي نراه باستمرار مفتول العضلات ويرعد ويبرق وفي المقابل رُبَّما هُناك داعية لسلم