ألا و من مات على حبّ آل محمد جعل اللّه قبره مزار ملائكة الرّحمة،
ألا و من مات على حبّ آل محمد مات على السنّة و الجماعة، ألا و من مات على بغض آل
محمد جاء يوم القيامة مكتوبا بين عينيه: آيس من رحمة اللّه ... إلى آخر خطبته
العصماء»[1][2]التي
أراد صلّى اللّه عليه و آله و سلّم أن يردّ بها شوارد الأهواء، و مضامين هذه
الأحاديث كلها متواترة[3]و لا سيما من طريق العترة الطاهرة[4]و ما كانت لتثبت لهم هذه المنازل لو لا أنهم حجج اللّه البالغة[5]و مناهل شريعته
السائغة، و القائمون مقام رسول اللّه في أمره و نهيه، و الممثّلون له بأجلى مظاهر
هديه، فالمحب لهم بسبب ذلك محب للّه و لرسوله، و المبغض لهم مبغض لهما[6]و قد قال صلّى
اللّه عليه و آله و سلّم: «لايحبنا
[1]أخرجها الإمام الثعلبي في تفسير آية المودة من تفسيره الكبير عن
جرير بن عبد اللّه البجلي عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم، و أرسلها
الزمخشري في تفسير الآية من كشافه إرسال المسلمات، فراجع. (منه قدّس سرّه).
[2]توجد في تفسير الكشاف للزمخشري الحنفي ج 4 ص 220- 221 ط. بيروت و ج
3 ص 403 ط.
مصطفى محمد بمصر، نور الأبصار للشبلنجي ص 104- 105 ط. السعيدية
بمصر و ص 103 ط.
العثمانية بمصر، تفسير الفخر الرازي ج 7 ص 405 ط. الدار العامرة
بمصر، ينابيع المودة للقندوزي الحنفي ص 27 و 263 و 369 ط. إسلامبول و ص 29 و 314 و
444 ط. الحيدرية، إحقاق الحق للتستري ج 9 ص 486 ط 1 بطهران، فرائد السمطين ج 2 ص
255 ح 524.
[3]و كذلك ينص الذكر الحكيمقُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي
الْقُرْبىو هم
قربى الرسول الأعظم صلّى اللّه عليه و آله و سلّم.
[4]فليراجع في مظانه مثل البحار و مناقب آل أبي طالب و غيرهما.
[5]و هذا مما لا إشكال فيه و في نصوص أهل بيت العصمة يقولون: «اللهمإني لو وجدت شفعا أقرب إليك من محمد و أهل بيته الأخيار لجعلتهم
شفعائي».
[6]لأجل النصوص الكثيرة التي تقدمت و التي سوف تأتي في ثنايا الكتاب.