7- و المراد بأهل بيته هنا مجموعهم من حيث المجموع باعتبار أئمتهم، و
ليس المراد جميعهم على سبيل الاستغراق، لأن هذه المنزلة ليست إلّا لحجج اللّه و
القوّامين بأمره خاصة، بحكم العقل و النقل. و قد اعترف بهذا جماعة من أعلام
الجمهور، ففي الصواعق المحرقة لابن حجر: و قال بعضهم:
يحتمل أن المراد بأهل البيت الذين هم أمان، علماؤهم لأنهم الذين
يهتدى بهم كالنجوم، و الذين إذا فقدوا جاء أهل الأرض من الآيات ما يوعدون، قال:
و ذلك عند نزول المهدي لما يأتي في أحاديثه أن عيسى يصلي خلفه و
يقتل الدجّال في زمنه، و بعد ذلك تتتابع الآيات[1]إلى آخر كلامه[2].
و ذكر في مقام آخر أنه قيل لرسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و
سلّم: ما بقاء الناس من بعدهم؟
8- و أنت تعلم أن المراد بتشبيههم عليهم السّلام بسفينة نوح، أن من
لجأ إليهم في الدين فأخذ فروعه و أصوله عن أئمتهم الميامين نجا من عذاب النار، و
من تخلّف عنهم كان كمن آوى يوم الطوفان إلى جبل ليعصمه من أمر اللّه، غير أن ذاك
غرق في الماء و هذا في الحميم و العياذ باللّه. و الوجه في تشبيههم عليهم السّلام
بباب حطة هو أن اللّه تعالى جعل ذلك الباب مظهرا من مظاهر التواضع لجلاله و البخوع
لحكمه، و بهذا كان سببا للمغفرة. و قد جعل انقياد هذه الأمة لأهل بيت نبيها و
الاتباع لأئمتهم مظهرا من مظاهر التواضع لجلاله و البخوع لحكمه، و بهذا كان سببا
للمغفرة. و هذا وجه الشبه، و قد حاوله ابن حجر اذ
[2]راجعه في تفسير الآية 7 من الباب 11 ص 91 من الصواعق. (منه قدّس
سرّه).
[3]فراجع آخر باب إشارته صلّى اللّه عليه و آله و سلّم إلى ما حصل لهم
من الشدة بعده؛ ص 143 من أواخر الصواعق، و نحن نسأل ابن حجر فنقول له: إذا كانت
هذه منزلة علماء أهل البيت فأنّى تصرفون؟! (منه قدّس سرّه).
[4]راجعه أيضا في ص 237 من الصواعق المحرقة ط. المحمدية.