فلما ذا ندّد المندّدون منكم بالشيعة في مخالفتهم لأهل السنة، و لم
يندّدوا بأهل السنة في مخالفتهم للشيعة[1]؟ بل في مخالفة بعضهم لبعض، فإذا جاز أن تكون المذاهب أربعة، فلما ذا
لا يجوز أن تكون خمسة؟ و كيف يمكن أن تكون الأربعة موافقة لاجتماع المسلمين، فإذا
زادت مذهبا خامسا تمزق الاجتماع، و تفرّق المسلمون طرائق قددا؟ وليتكم إذ دعوتمونا
إلى الوحدة المذهبية دعوتم أهل المذاهب الأربعة إليها، فإن ذلك أهون عليكم و
عليهم[2]و لم خصصتمونا بهذه
الدعوة؟ فهل ترون اتّباع أهل البيت سببا في قطع حبل الشمل و نثر عقد الاجتماع، و
اتّباع غيرهم موجبا لاجتماع القلوب و اتحاد العزائم، و إن اختلفت المذاهب و
الآراء، و تعددت المشارب و الأهواء؟ ما هكذا الظن بكم، و لا المعروف من مودّتكم في
القربى و السلام.
ش
الأنطاكي: ص 13- 15- ط 1، «الإمامالصادق و المذاهب الأربعة»: ج 5/ ص 173- 177؛ بل مخالفة المذهب
لنفسه أحيانا و كمثال على ذلك آراء الشافعي التي تختلف بين آراء دوّنها في أول
حياته و آراء أظهرها في آخر حياته كما في كتاب «الإمامالصادق و المذاهب الأربعة»: ج 3/ ص 205- 208، و راجع: اعتراف الشيخ
سليم البشري في المراجعة- 19- من المراجعات، في «طريقيالى التشيّع للأنطاكي»: ص 16.