منها رزية يوم الخميس فإنها من أشهر القضايا، و أكبر الرزايا، أخرجها
أصحاب الصحاح، و سائر أهل السنن، و نقلها أهل السير و الأخبار كافة، و يكفيك منها
ما أخرجه البخاري[1]بسنده إلى
عبيد اللّه بن عبد اللّه بن عتبة بن مسعود عن ابن عباس قال: لما حضر رسول اللّه
صلّى اللّه عليه و آله و سلّم، و في البيت رجال فيهم عمر بن الخطاب، قال النبي
صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: «هلمأكتب لكم كتابا لا تضلوا[2]بعده»، فقال عمر:
إن النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم قد غلب عليه الوجع، و عندكم القرآن، حسبنا
كتاب اللّه، فاختلف أهل البيت فاختصموا، منهم من يقول: قرّبوا يكتب لكم النبي
كتابا لن تضلوا بعده، و منهم من يقول ما قال عمر، فلما أكثروا اللغو و الاختلاف
عند النبي، قال لهم رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: قوموا [عنّي خ ل]،
فكان ابن عباس يقول: إن الرزية كل الرزية ما حال بين رسول اللّه صلّى اللّه عليه و
آله و سلّم، و بين أن يكتب لهم ذلك الكتاب من اختلافهم و لغطهم ... الخ[3]و هذا الحديث مما
لا كلام في صحته و لا في صدوره؛ و قد أورده البخاري في عدة مواضع من صحيحه[4]؛
و أخرجه
[1]في باب قول المريض قوموا عني من كتاب المرضى، ص 5 من الجزء الرابع
من صحيحه.
[3]رزية يوم الخميس و أذية الرسول صلّى اللّه عليه و آله و سلّمهذا اللفظ يوجد في صحيح البخاري كتاب
المرضى باب قول المريض قوموا عني: ج 7 ص 9 أوفست دار الفكر على ط إستانبول، و ج 7
ص 156 ط محمد علي صبيح و ط مطابع الشعب، و ج 4 ص 7 ط دار إحياء الكتب، و ج 4 ص 5 ط
المعاهد، و ج 4 ص 5 ط الميمنية بمصر، و ج 6 ص 97 ط بمبئي، و ج 4 ص 6 ط المطبعة
الخيرية بمصر، صحيح مسلم في آخر كتاب الوصية: ج 5 ص 75 ط محمد علي صبيح، و ط
المكتبة التجارية، و ج 2 ص 16 ط عيسى الحلبي، و ج 11 ص 95 ط مصر بشرح النووي، مسند
أحمد ابن حنبل: ج 4 ص 356 ح 2992 بسند صحيح ط دار المعارف بمصر.
[4]أورده في كتاب العلم ص 32 من جزئه الأول، و في مواضع أخر يعرفها
المتتبعون. (منه قدّس سرّه).