1- إنّما أسألك الآن عن السبب في عدم
أخذكم بمذاهب الجمهور من المسلمين، أعني مذهب الأشعري في أصول الدين، و المذاهب
الأربعة في الفروع، و قد دان بها السلف الصالح، و رأوها أعدل المذاهب و أفضلها، و
اتفقوا على التعبّد بها في كل عصر و مصر، و أجمعوا على عدالة أربابها و اجتهادهم،
و أمانتهم و ورعهم و زهدهم، و نزاهة أعراضهم، و عفّة نفوسهم، و حسن سيرتهم، و علوّ
قدرهم علما و عملا.
[2- الحاجة إلى الاجتماع.]
2- و ما أشدّ حاجتنا اليوم إلى وصل حبل الشمل، و نظم عقد الاجتماع
بأخذكم بتلك المذاهب تبعا للرأي العام الاسلامي، و قد عقد أعداء الدين ضمائرهم على
الغدر بنا و سلكوا في نكايتنا كل طريق، أيقظوا لذلك آراءهم، و أسهروا قلوبهم، و
المسلمون غافلون، كأنهم في غمرة ساهون، و قد أعانوهم على أنفسهم، حيث صدّعوا
شعبهم، و مزّقوا بالتحزّب و التعصّب شملهم، فذهبوا أيادي، و تفرّقوا قددا، يضلّل
بعضهم بعضا، و يتبرّأ بعضهم من بعض،