كان حراما، و كلّفها صلّى اللّه عليه و آله و سلّم مرّة بالاطّلاع
على امرأة مخصوصة لتخبره عن حالها فأخبرته- إيثارا لغرضها- بغير ما رأت[1][2].
و خاصمته صلّى اللّه عليه و آله و سلّم يوما إلى أبيها- نزولا على
حكم العاطفة- فقالت له:
اقصد[3]،فلطمها أبوها حتى سال الدم على ثيابها[4]،و قالت له مرة في كلام غضبت عنده[5]: «أنتالذي تزعم أنك نبي اللّه؟»[6]،إلى كثير من أمثال هذه الشئون، و الاستقصاء يضيق عنه هذا الإملاء،
و فيما أوردناه كفاية لما أردناه.
[2- ثبوت الحسن و القبح العقليين.]
2- و قلتم في الجواب عن الأمر الثاني: إن أهل السنّة لا يقولون بالحسن
و القبح العقليين ... إلى آخر كلامكم في هذا الموضوع؛ و أنا أربأ بكم عن هذا
القول، فإنه شبيه بقول السوفسطائية الذين ينكرون الحقائق المحسوسة، لأن من الأفعال
ما نعلم بحسنه، و ترتب الثناء و الثواب على فعله، لصفة ذاتية له
[1]تفصيل هذه الواقعة في كتب السنن و الأخبار، فراجع ص 294 من الجزء
السادس من كنز العمال، أو ص 115 من الجزء الثامن من طبقات ابن سعد حيث ترجم شراف
بنت خليفة. (منه قدّس سرّه).
[2]إخبار عائشة لرسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم خلاف ما
رأت: راجع طبقات ابن سعد: ج 8 ص 161 ط دار صادر في بيروت، تاريخ بغداد ترجمة محمد
بن أحمد بن داود أبي بكر المؤدب: ج 1 ص 301، عيون الأخبار:
ك النساء، عبقات الأنوار (حديث الثقلين): ج 2 ص 334، النص و
الاجتهاد: ص 417.
[3]اقصد: فعل أمر من القصد، و هو العدل. و هذه القضية أخرجها أصحاب
السنن و المسانيد، فراجع الحديث 1020 من أحاديث الكنز و هو في ص 116 من الجزء
السابع، و أوردها الغزالي في الباب الثالث من كتاب آداب النكاح ص 35 من الجزء
الثاني من إحياء العلوم؛ و نقلها أيضا في الباب 94 من كتابه مكاشفة القلوب آخر ص
238، فراجع. (منه قدّس سرّه).
[4]كنز العمال: ج 7 ص 116 ح 1020 ط حيدرآباد، النص و الاجتهاد: ص 417.
و قريب منه في إحياء علوم الدين للغزالي كتاب آداب النكاح الباب الثالث: ج 2 ص 29
ط مصر.
[5]كما نقله الغزالي في البابين المذكورين من الكتابين المسطورين.
(منه قدّس سرّه).
[6]يوجد في إحياء علوم الدين للغزالي: كتاب آداب النكاح الباب الثالث
من ج 2 ص 29 ط مصر، النص و الاجتهاد: ص 418.