قال[1]: إن عائشة
لا تطيب له نفسا بخير ... الخ[2].
قلت: إذا كانت لا تطيب له نفسا بخير، و لا تطيق ذكره فيمن مشى معه
النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم خطوة، فكيف تطيب له نفسا بذكر الوصية، و فيها
الخير كله؟
و أخرج الإمام أحمد من حديث عائشة في ص 113 من الجزء السادس من
مسنده عن عطاء بن يسار، قال: «جاءرجل فوقع في علي و في عمار عند
عائشة، فقالت: أما علي فلست قائلة لك فيه شيئا، و أما عمار فإني سمعت رسول اللّه
صلّى اللّه عليه و آله و سلّم يقول فيه: لا يخيّر بين أمرين إلّا اختار أرشدهما
... الخ[3].
وي وي!! تحذر أم المؤمنين من الوقيعة بعمّار لقول النبي صلّى اللّه
عليه و آله و سلّم: «لايخيّر بين أمرين إلّا اختار
أرشدهما»، و لا تحذر من الوقيعة في «علي» و هو أخو النبي و وليّه، و هارونه و
نجيه، و أقضى أمته، و باب مدينته، و من يحب اللّه و رسوله، و يحبه اللّه و رسوله،
أول الناس إسلاما، و أقدمهم إيمانا، و أكثرهم علما و أوفرهم مناقب، وى كأنها لا
تعرف منزلته من اللّه عزّ و جلّ، و مكانته من قلب رسول اللّه صلّى اللّه عليه و
آله و سلّم، و مقامه في الإسلام و عظيم عنائه، و حسن بلائه، و كأنها
[1]هذه الكلمة بخصوصها- أعني قول ابن عباس: إن عائشة لا تطيب له نفسا
بخير- تركها البخاري و اكتفى بما قبلها من الحديث جريا على عادته في أمثال ذلك،
لكن كثيرا من أصحاب السنن أخرجوها بأسانيدهم الصحيحة، و حسبك منهم ابن سعد في ص 29
من القسم الثاني من الجزء الثاني من طبقاته، إذ أخرجها عن أحمد بن الحجاج عن عبد
اللّه بن مبارك عن يونس و معمر عن الزهري عن عبيد اللّه بن عتبة ابن مسعود عن ابن
عباس، و رجال هذا السند كلهم حجج. (منه قدّس سرّه).
[2]راجع الطبقات لابن سعد: ق 2 ج 2 ص 29 بسند صحيح ط ليدن، و ج 2 ص
232 ط دار صادر في بيروت، صحيح البخاري باب مرض النبي و وفاته: ج 5 ص 139- 140
أوفست دار الفكر على ط إستانبول، و ج 3 ص 93 دار إحياء الكتب، و ج 6 ص 13 ط محمد
علي صبيح، و ج 6 ص 10 ط الفجالة، و ج 3 ص 59 ط الميمنية بمصر. و لكن البخاري أسقط
لفظة «إنعائشة لا تطيب له نفسا بخير» و هي موجودة في الطبقات بسند صحيح.
[3]يوجد في مسند أحمد بن حنبل: ج 6 ص 113 ط الميمنية بمصر.