1- أبيت- أيدك اللّه- إلّا التفصيل، حتى
اضطررتني إليه، و أنت عنه في غنية تامة لعلمك بأنا من هاهنا أوتينا و أن هنا مصرع
الوصية، و مصارع النصوص الجلية، و هنا مهالك الخمس و الإرث و النحلة، و هاهنا
الفتنة، هاهنا الفتنة، هاهنا الفتنة!![1][2]،حيث جابت في حرب أمير المؤمنين الأمصار، و قادت في انتزاع ملكه، و
إلغاء دولته ذلك العسكر الجرار.
و كان ما كان مما لست أذكره فظنّ خيرا و لا تسأل عن الخبرفالاحتجاج على نفي الوصية إلى علي
بقولها- و هي من ألدّ خصومه- مصادرة لا تنتظر من منصف، و ما يوم علي منها بواحد، و
هل إنكار الوصية إلّا دون يوم الجمل الأصغر[3]،و يوم الجمل
[1]بحكم صحاح السنة، فراجع من صحيح البخاري باب ما جاء في بيوت أزواج
النبي من كتاب الجهاد و السير ص 125 من جزئه الثاني، تجد التفصيل. (منه قدّس
سرّه).
[2]عن عبد اللّه بن عمر قال: قام النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم
خطيبا فأشار نحو مسكن عائشة فقال: «هاهناالفتنة- ثلاثا- من حيث يطلع قرن
الشيطان». يوجد في صحيح البخاري كتاب الجهاد و السير باب ما جاء في بيوت أزواج
النبي: ج 4 ص 46 أوفست دار الفكر على ط إستانبول، و ج 4 ص 100 ط مطابع الشعب.
[3]كانت فتنة الجمل الأصغر في البصرة لخمس بقين من ربيع الثاني سنة 36
قبل ورود أمير المؤمنين إلى البصرة، حيث هاجمتها أم المؤمنين و معها طلحة و الزبير
و فيها عامله عثمان بن حنيف الأنصاري، فقتل أربعون رجلا من شيعة علي عليه السّلام
في المسجد و سبعون آخرون منهم في مكان آخر، و أسر عثمان بن حنيف و كان من فضلاء
الصحابة، فأرادوا قتله، ثم خافوا أن يثأر له أخوه سهل و الأنصار، فنتفوا لحيته و
شاربيه و حاجبيه و رأسه، و ضربوه و حبسوه، ثم طردوه من البصرة؛ و قابلهم حكيم بن
جبلة في جماعة من عشيرته عبد القيس و هو سيدهم، و كان من أهل البصائر و الحفاظ و
النهى، و تبعه جماعة من ربيعة