لغليل، و لا أنجع لعليل، من سلسال منهلك السلسبيل[1]،
و كنت أسمع أن من رأيكم- معشر الشيعة- مجانبة إخوانكم- أهل السنّة- و
انقباضكم عنهم، و أنكم تأنسون بالوحشة و تخلدون إلى الوحدة، و أنكم و انّكم[2]. لكني رأيت منك شخصا
رقيق المنافثة[3]،
دقيق المباحثة، شهيّ المجاملة، قويّ المجادلة، لطيف المفاكهة، شريف
المعاركة، مشكور الملابسة، مبرور المنافسة، فإذا الشيعي ريحانة الجليس، و منية كل
أديب.
[2- استئذانه في المناظرة.]
2- و إني لواقف على ساحل بحرك اللجّيّ، أستأذنك في خوض عبابه و الغوص
على درره، فإن أذنت غصنا على دقائق و غوامض تحوك في صدري منذ أمد بعيد، و إلّا
فالأمر إليك و ما أنا فيما أرفعه بباحث عن عثرة، أو متتبّع عورة، و لا بمفنّد أو
مندّد، و إنما أنا نشّاد ضالّة، و بحّاث عن حقيقة، فإن تبيّن الحق، فإن الحق أحق
أن يتبع و إلّا فإنّا كما قال القائل:
نحن بما عندنا و أنت بما عن دك راض و الرأي مختلفو سأقتصر- إن أذنت- في مراجعتي إياك
على مبحثين: أحدهما في إمامة المذهب أصولا و فروعا، و ثانيهما[4]في الإمامة العامة،
و هي الخلافة عن
[1]سلسبيل: السهل المدخل في الحلق، و السلسال: سهل الدخول في الحلق
لعذوبته و صفائه و يقال:
شراب سلسل و سلسال و سلسبيل. لسان العرب 11/ 343.
[2]التهم التي ألصقت بالشيعة مع أجوبتها. راجع كتاب «الغدير» في الكتاب و السنة و الأدب للعلّامة المغفور له الشيخ عبد الحسين
الأميني ج 3/ ص 78- 338 ط 3 بيروت، كتاب «الإمامالصادق و المذاهب الأربعة» للشيخ أسد حيدر: ج 5/ ص 77- 165، و ج 6/
ص 371- 435 ط 2 في بيروت.
[3]المنافثة: من النفث و هو شبيه النفخ. لسان العرب: 2/ 195.
[4] «بسماللّه الرحمن الرحيم» لم يكتف بالاستئذان حتى بيّن فيه الموضوع
الذي ستدور عليه رحى البحث بيننا، و هذا من كماله و آدابه في المناظرة، و لا يخفى
لطف الرمزين (س. و ش) و مناسبتهما فإن السين إشارة الى اسمه سليم و كونه سنيّا، و
الشين إشارة الى لقبي شرف الدين و كوني شيعيّا. (منه قدّس سرّه).