responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المراجعات نویسنده : شرف الدين الموسوي، السيد عبد الحسين    جلد : 1  صفحه : 41

و نعمة، و كان الناس منه في أمان و رحمة، لا يأبى أحد أن يفضي إليه بدخيلة رأيه، أو يبثه ذات نفسه.

كذلك كان علم مصر و إمامها، و هكذا كانت مجالسنا التي شكرناها شكرا لا انقضاء له و لا حدّ.

شكوت إليه وجدي، و شكا إليّ مثل ذلك وجدا و ضيقا، و كانت ساعة موفقة أوحت إلينا التفكير فيما يجمع اللّه به الكلمة، و يلمّ شعث الأمة، فكان مما اتفقنا عليه أن الطائفتين- الشيعة و السنة- مسلمون يدينون حقا بدين الإسلام الحنيف، فهم فيما جاء الرسول به سواء، و لا اختلاف بينهم في أصل أساسي يفسد التلبّس بالمبدإ الإسلامي الشريف، و لا نزاع بينهم إلّا ما يكون بين المجتهدين في بعض الأحكام لاختلافهم فيما يستنبطونه من الكتاب أو السنّة، أو الإجماع أو الدليل الرابع، و ذلك لا يقضي بهذه الشقة السحيقة، و لا يتجشّم هذه المهاوي العميقة، إذا أي داع أثار هذه الخصومة المتطاير شررها منذ كان هذان الاسمان- سنّة و شيعة- إلى آخر الدوران.

و نحن لو محصنا التاريخ الإسلامي و تبينا ما نشأ فيه من عقائد و آراء و نظريات لعرفنا أن السبب الموجب لهذا الاختلاف إنما هو ثورة الأمة لعقيدة و دفاع عن نظرية أو تحزّب لرأي، و أن أعظم خلاف وقع بين الأمة، اختلافهم في الإمامة؛ فإنه ما سلّ سيف في الإسلام على قاعدة دينية مثل ما سلّ على الإمامة، فأمر الإمامة إذا من أكبر الأسباب المباشرة لهذا الاختلاف، و قد طبعت الأجيال المختلفة في الإمامة على حب هذه العصبية، و ألفت هذه الحزبية، بدون تدبّر و بدون روية، و لو أن كلّا من الطائفتين نظرت في بينات الأخرى نظر المتفاهم لا نظر الساخط المخاصم، لحصحص الحق و ظهر

نام کتاب : المراجعات نویسنده : شرف الدين الموسوي، السيد عبد الحسين    جلد : 1  صفحه : 41
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست