من أخبار الآحاد؟ كلا؛ بل لا بدّ أن ينتشر انتشار الصبح، فينظم
حاشيتي البر و البحروَ لَنْ تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَحْوِيلًا[1].
[2- عناية اللّه عزّ و جلّ به.]
2- إن حديث الغدير كان محل العناية من اللّه عزّ و جلّ؛ إذ أوحاه
تبارك و تعالى إلى نبيه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم، و أنزل فيه قرآنا يرتّله
المسلمون آناء الليل و أطراف النهار، يتلونه في خلواتهم و جلواتهم، و في أورادهم و
صلواتهم، و على أعواد منابرهم و عوالي منائرهم:يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ
رَبِّكَ وَ إِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَما بَلَّغْتَ رِسالَتَهُ وَ اللَّهُ يَعْصِمُكَ
مِنَ النَّاسِ[2][3]فلما
بلّغ الرسالة يومئذ بنصّه على علي بالإمامة، و عهده إليه
[2]لا كلام عندنا في نزولها بولاية علي يوم غدير خم، و أخبارنا في ذلك
متواترة عن أئمة العترة الطاهرة، و حسبك مما جاء في ذلك من طريق غيرهم، ما أخرجه
الإمام الواحدي في تفسير الآية من سورة المائدة ص 150 من كتابه- أسباب النزول- من
طريقين معتبرين عن عطية عن أبي سعيد الخدري، قال:
نزلت هذه الآيةيا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ
رَبِّكَيوم غدير
خم في علي بن أبي طالب، قلت: و هو الذي أخرجه الحافظ أبو نعيم في تفسيرها من
كتابه- نزول القرآن- بسندين «أحدهما» عن أبي سعيد «والآخر» عن أبي رافع، و رواه الإمام إبراهيم بن محمد الحمويني
الشافعي في كتابه- الفرائد- بطرق متعددة عن أبي هريرة. و أخرجه الإمام أبو إسحاق
الثعلبي في معنى الآية من تفسيره الكبير بسندين معتبرين، و مما يشهد له أن الصلاة
كانت قبل نزولها قائمة، و الزكاة مفروضة، و الصوم كان مشروعا، و البيت محجوجا، و
الحلال بيّنا، و الحرام بيّنا، و الشريعة متسقة، و أحكامها مستتبة، فأي شيء غير
ولاية العهد يستوجب من اللّه هذا التأكيد، و يقتضي الحض على بلاغه بما يشبه
الوعيد، و أي أمر غير الخلافة يخشى النبي الفتنة بتبليغه، و يحتاج إلى العصمة من أذى
الناس بأدائه؟ (منه قدّس سرّه).
يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ
رَبِّكَ وَ إِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَما بَلَّغْتَ رِسالَتَهُ وَ اللَّهُ يَعْصِمُكَ
مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكافِرِينَالمائدة: 67، نزلت يوم 18 من ذي
الحجة في غدير خم حينما نصّب