ذات الرقاع من الجزء الثالث من سيرته[1]و قد أطلق اللّه سبحانه على ذلك الرجل، و هو مفرد لفظ قوم، و هي
للجماعة تعظيما لنعمة اللّه عزّ و جلّ عليهم في سلامة نبيهم صلّى اللّه عليه و آله
و سلّم، و أطلق في آية المباهلة[2]لفظ الأبناء و النساء و الأنفس- و هي حقيقة في العموم- على الحسنين و
فاطمة و علي بالخصوص إجماعا و قولا واحدا تعظيما لشأنهم عليهم السّلام، و نظائر
ذلك لا تحصى و لا تستقصى، و هذا من الأدلة على جواز إطلاق لفظ الجماعة على المفرد
إذا اقتضته نكتة بيانية.
[3- ما ذكره الإمام الطبرسي.]
3- و قد ذكر الإمام الطبرسي في تفسير الآية من مجمع البيان: إن النكتة
في إطلاق لفظ الجمع على أمير المؤمنين تفخيمه و تعظيمه، و ذلك أن أهل اللغة
يعبّرون بلفظ الجمع عن الواحد على سبيل التعظيم، قال: و ذلك أشهر في كلامهم من أن
يحتاج إلى الاستدلال عليه[3].
[4- ما ذكره الزمخشري.]
4- و ذكر الزمخشري في كشافه نكتة أخرى حيث قال: فإن قلت: كيف صحّ أن
يكون لعلي- رضى اللّه عنه- و اللفظ لفظ جماعة، قلت: جيء به على لفظ الجمع، و إن
كان السبب فيه رجلا واحدا ليرغب الناس في مثل فعله، فينالوا مثل نواله، و لينبّه
على أن سجية المؤمنين يجب أن تكون على هذه الغاية من
[1]المائدة: 11. و الذي بسط يده هو: غوث من بني محارب، و قيل: عمرو بن
جحاش من بني النضير.
راجع السيرة النبوية لابن هشام: ج 3 ص 120، الكشاف للزمخشري: ج 1 ص
614، تفسير الطبري: ج 6 ص 93 ط بولاق، التسهيل لعلوم التنزيل للكلبي: ج 1 ص 171،
التفسير المنير لمعالم التنزيل للجاوي:
ج 1 ص 194، تفسير أبي السعود بهامش تفسير الرازي: ج 3 ص 534، فتح
البيان في مقاصد القرآن:
ج 2 ص 463، الدر المنثور للسيوطي: ج 2 ص 265.
[2]آية المباهلة: خاصة بالرسول صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و علي و
فاطمة و الحسن و الحسين عليهم السّلام.
راجع اختصاصها بهؤلاء مع المصادر للآية فيما تقدم في المراجعة 12 ص
99 هامش 2 ففيه الكفاية.
[3]مجمع البيان في تفسير القرآن للطبرسي: ج 3 ص 221 ط بيروت.