الناس[1][2]و إن
افترقتم فكل واحد منكما على جنده، قال: فلقينا بني زبيدة من أهل اليمن فاقتتلنا،
فظهر المسلمون على المشركين، فقاتلنا المقاتلة و سبينا الذرية، فاصطفى علي امرأة
من السبي لنفسه، قال بريدة: فكتب معي خالد إلى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و
سلّم يخبره بذلك، فلما أتيت النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم دفعت الكتاب فقرئ
عليه، فرأيت الغضب في وجهه، فقلت: يا رسول اللّه هذا مكان العائذ، بعثتني مع رجل و
أمرتني أن اطيعه، ففعلت ما أرسلت به، فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و
سلّم: لا تقع في علي فإنه مني، و أنا منه، و هو وليّكم بعدي، و إنه منّي و أنا
منه،
[1]ما أمر رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم أحدا على علي مدة
حياته، بل كانت له الإمرة على غيره، و كان حامل لوائه في كل زحف بخلاف غيره، فإن
أبا بكر و عمر كانا من أجناد اسامة و تحت لوائه الذي عقده له رسول اللّه حين أمّره
في غزوة مؤتة، و عبّأهما بنفسه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم في ذلك الجيش بإجماع
أهل الأخبار، و قد جعلهما أيضا من أجناد ابن العاص في غزوة ذات السلاسل، و لهما
قضية في تلك الغزوة مع أميرهما عمرو بن العاص.
أخرجها الحاكم في ص 43 من الجزء 3 من المستدرك، و أوردها الذهبي في
تلخيصه مصرحا بصحة ذلك الحديث، أما علي فلم يكن مأمورا و لا تابعا لغير النبي منذ
بعث إلى أن قبض صلّى اللّه عليه و آله و سلّم.
(منه قدّس سرّه).
[2]ما أمر النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم على علي أحدا طيلة
حياته، و الشاهد على ذلك مراجعة التأريخ:
راجع شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد: ج 1 ص 369 ط 1. و قال
الرسول الأعظم صلّى اللّه عليه و آله و سلّم:
لمبارزة علي بن أبي طالب عليه السّلام لعمرو بن عبد ود يوم الخندق
أفضل من عمل امتي إلى يوم القيامة.
يوجد في فرائد السمطين للحمويني: ج 1 ص 256 ح 197، مقتل الحسين
للخوارزمي:
ج 1 ص 45، المناقب للخوارزمي: ص 58، شواهد التنزيل للحسكاني: ج 2 ص
8، المستدرك للحاكم: ج 3 ص 32.