و نص ابن المديني في تهذيبه: على أن في وكيع تشيعا، و كان مروان بن
معاوية لا يرتاب في أن وكيعا رافضي، دخل عليه يحيى بن معين مرّة فوجد عنده لوحا
فيه فلان كذا و فلان كذا، و من جملة ما كان فيه: وكيع رافضي، فقال له ابن معين:
وكيع خير منك، قال: مني؟ فقال له: نعم. قال ابن معين فبلغ ذلك وكيعا فقال: إن يحيى
صاحبنا، و سئل أحمد بن حنبل إذا اختلف وكيع و عبد الرحمن بن مهدي بقول من نأخذ؟
فرجّح قول عبد الرحمن لأمور ذكرها، و من جملتها: أن عبد الرحمن كان يسلم منه
السلف[1]- دون وكيع بن
الجراح-.
قلت: و يؤيد ذلك ما أورده الذهبي في آخر ترجمة الحسن بن صالح، من أن
وكيعا كان يقول: إنّ الحسن بن صالح عندي إمام، فقيل له: إنه لا يترحّم على عثمان،
فقال: أ تترحّم أنت على الحجاج[2]؟ حيث جعل عثمان كالحجاج، و قد ذكره الذهبي في ميزانه، فنقل من شئونه
ما قد سمعت، احتجّ به أصحاب الصحاح الستة و غيرهم[3]، و دونك حديثه في صحيحي البخاري و مسلم
عن كل من: الأعمش، و الثوري، و شعبة، و إسماعيل ابن أبي خالد، و علي بن المبارك،
روى عنه عندهما إسحاق الحنظلي، و محمد بن نمير عنه و روى عنه عند البخاري عبد
اللّه الحميدي و محمد بن سلام و يحيى بن جعفر بن أعين و يحيى بن موسى و محمد بن
مقاتل و روى عنه عند مسلم زهير، و ابن أبي شيبة، و أبو كريب، و أبو سعيد الأشج، و
نصر بن علي،
[3]روي عنه في صحيح البخاري: ك العلم ب كتابة العلم ج 1 ص 36، صحيح
مسلم: ك الإيمان ب كون النهي عن المنكر ج 1 ص 39، صحيح الترمذي ج 5 ص 333 ح 3887،
سنن أبي داود: ج 3 ص 37 ح 2612، سنن النسائي: ك الطهارة ب التنزّه عن البول ج 1 ص
28، سنن ابن ماجة: ج 1 ص 15 ح 39.