عبد اللّه بن المبارك- كما في الميزان أيضا-: شريك أعلم بحديث
الكوفيّين من سفيان، و كان عدوّا لأعداء علي، سيّئ القول فيهم، قال له عبد السلام
بن حرب: هل لك في أخ تعوده، قال: من هو؟ قال: هو مالك بن مغول، قال[1]:
ليس لي بأخ من أزرى على علي و عمار، و ذكر عنده معاوية فوصف بالحلم،
فقال شريك[2]: «ليسبحليم من سفّه الحق، و قاتل علي بن أبي
طالب»[3]،
و هو الذي روى عن عاصم، عن ذر، عن عبد اللّه بن مسعود مرفوعا: «إذارأيتم معاوية على منبري فاقتلوه»[4][5]و جرى بينه و بين مصعب بن عبد اللّه الزبيري كلام بحضرة المهدي
العباسي، فقال له مصعب- كما في ترجمة شريك من وفيات ابن خلكان- أنت تنقص أبا بكر و
عمر ... الخ.[6]
قلت: و مع ذلك فقد وصفه الذهبي بالحافظ الصادق أحد الأئمة، و نقل عن
ابن معين القول بأنه صدوق ثقة، و قال في آخر ترجمته: قد كان شريك من أوعية العلم،
حمل عنه اسحاق الأزرق تسعة آلاف حديث. و نقل عن أبي توبة الحلبي قال: كنّا بالرملة
فقالوا: من رجل الأمة؟ فقال قوم: ابن لهيعة، و قال قوم: مالك، فسألنا عيسى بن يونس
فقال: رجل الأمة شريك و كان يومئذ حيّا[7].