الكاهلي الكوفي الأعمش، أحد شيوخ الشيعة و إثبات المحدّثين، عدّه في
رجال الشيعة جماعة من جهابذة أهل السنة، كالإمام ابن قتيبة في «المعارف» و الشهرستاني في كتاب «المللو النحل»[1]و أمثالهما، و قال الجوزجاني- كما في ترجمة زبيد من ميزان الذهبي-: «كانمن أهل الكوفة قوم لا يحمد الناس مذاهبهم، هم رءوس محدّثي الكوفة،
مثل أبي إسحاق و منصور، و زبيد اليامي، و الأعمش، و غيرهم من أقرانهم، احتملهم
الناس لصدق ألسنتهم في الحديث»[2]إلى آخر كلامه الدال على حمقه، و ما على هؤلاء من غضاضة، إذا لم يحمد
النواصب مذهبهم في أداء أجر الرسالة بمودة القربى، و التمسّك بثقلي رسول اللّه
صلّى اللّه عليه و آله و سلّم، و ما احتمل النواصب هؤلاء الشيعة لمجرّد صدق
ألسنتهم، و إنما احتملوهم لعدم استغنائهم عنهم، إذ لو ردّوا حديثهم لذهبت عليهم
جملة الآثار النبوية، كما اعترف به الذهبي في ترجمة أبان بن تغلب من ميزانه[3]و أظن أن المغيرة
ما قال: «أهلكأهل الكوفة أبو إسحاق و أعمشكم» إلّا لكونهما شيعيّين، و إلّا فإن
راجع المستدرك على الصحيحين للحاكم: ج 4 ص 481 و صححه، الصواعق
المحرقة: 179 ط المحمدية و ص 108 ط الميمنية بمصر، تطهير الجنان مطبوع ملحقا
للصواعق: ص 63 ط المحمدية و بهامشها ص 144 ط الميمنية، الدر المنثور للسيوطي: ج 4
ص 191 و ج 6 ص 41، مقتل الحسين للخوارزمي الحنفي: ج 1 ص 172، سير أعلام النبلاء: ج
2 ص 80، أسد الغابة لابن الأثير: ج 2 ص 34، الاستيعاب لابن عبد البر بذيل الإصابة:
ج 1 ص 317 ط مصطفى محمد بمصر: و ج 1 ص 318 ط السعادة، السيرة الحلبية: ج 1 ص 317،
السيرة النبوية لزيني دحلان بهامش السيرة الحلبية: ج 1 ص 225- 226، الغدير
للأميني: ج 8 ص 245.
[1]المعارف لابن قتيبة: ص 624، الملل و النحل بهامش الفصل ج 2 ص 27.