و غير واحد، أما حديثه عن عاصم الأحول فموجود في الصحيحين جميعا، روى
عنه محمد بن الصباح، و أبو الربيع، عندهما، و محمد بن بكار، عند مسلم. مات سنة
أربع و سبعين و مائة ببغداد، و أمره في التشيع ظاهر معروف حتى نسبوا إليه القول:
بأن الذي نادى عبده من جانب الطور إنما هو علي بن أبي طالب، و أنه كان يقول: الأول
و الآخر و الظاهر و الباطن علي بن أبي طالب، و هذا من إرجاف المرجفين بالرجل لكونه
من شيعة علي، و المقدمين له على من سواه. قال الذهبي في ترجمته من الميزان بعد نقل
هذه الأباطيل عنه: لم يصح عن الخلقاني هذا الكلام فإنه من كلام الزنادقة ... الخ
7- إسماعيل بن عباد،
بن العباس الطالقاني أبو القاسم، المعروف بالصاحب بن عباد. ذكره
الذهبي في ميزانه[1][2]فوضع على
اسمه (دت) رمزا إلى احتجاج أبي داود و الترمذي به في صحيحيهما، ثم وصفه بأنه: أديب
بارع شيعي. قلت: تشيّعه ممّا لا يرتاب فيه أحد، و بذلك نال هو و أبوه ما نالا من
الجلالة و العظمة في الدولة البويهية، و هو أول من لقّب بالصاحب من الوزراء، لأنه
صحب مؤيد الدولة ابن بويه منذ الصبا فسماه «الصاحب»، و استمر عليه هذا اللقب حتى اشتهر به، ثم أطلق على كل من ولي الوزارة
بعده، و كان أولا وزير مؤيد الدولة أبي منصور بن ركن الدولة ابن بويه، فلما توفي
مؤيد الدولة و ذلك في شعبان سنة (373 ه) بجرجان استولى على مملكته أخوه أبو الحسن
علي المعروف بفخر الدولة فأقرّ الصاحب على وزارته،
[1]خالف الذهبي طريقته في الميزان عند ذكره لإسماعيل بن عباد حيث ذكره
بين إسماعيل بن أبان الغنوي و إسماعيل بن أبان الأزدي، و قد اهتضمه فلم يوفّه شيئا
من حقوقه. (منه قدّس سرّه).