قيل: المراد بالكلام ما ليس بكلمة ليعم المركب الاسنادي و غيره فانه
قد يكون بيت من القصيدة غير مشتمل على اسناد يصح السكوت عليه مع انه يتصف
بالفصاحة.
و فيه نظر لانه انما يصح ذلك لو اطلقوا على مثل هذا المركب أنه كلام
فصيح و لم ينقل عنهم ذلك و اتصافه بالفصاحة يجوز ان يكون باعتبار فصاحة المفردات
على ان الحق انه داخل فى المفرد لانه يقال على ما يقابل المركب و على ما يقابل
المثنى و المجموع و على ما يقابل الكلام و مقابلته بالكلام ههنا قرينة دالة على
انه اريد به المعنى الاخير اعنى ما ليس بكلام (و) يوصف بها (المتكلم) ايضا يقال
كاتب فصيح و شاعر فصيح.
(و
البلاغة
) و هي تنبئ عن الوصول و الانتهاء (يوصف بها الاخيران فقط) اى الكلام و
المتكلم دون المفرد اذ لم يسمع كلمة بليغة و التعليل بان البلاغة انما هي باعتبار
المطابقة لمقتضى الحال و هي لا تتحقق في المفرد و هم لان ذلك انما هو في بلاغة
الكلام و المتكلم.
و انما قسم كلا من الفصاحة و البلاغة اولا لتعذر جمع المعاني
المختلفة الغير المشتركة في امر يعمها في تعريف واحد و هذا كما قسم ابن الحاجب
المستثنى الى متصل و منقطع ثم عرف كلا منهما على حدة.
[الفصاحة
فى المفرد]
(فالفصاحة في المفرد) قدم الفصاحة على البلاغة لتوقف معرفة البلاغة
على معرفة الفصاحة لكونها مأخوذة في تعريفها ثم قدم فصاحة المفرد على فصاحة الكلام
و المتكلم لتوقفهما عليها (خلوصه) اى خلوص المفرد (من تنافر الحروف و الغرابة و
مخالفة القياس) اللغوى اى المستنبط من استقراء اللغة.
و تفسير الفصاحة بالخلوص لا يخلو عن تسامح لان الفصاحة تحصل عند