responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : علم المعاني نویسنده : عبد العزيز عتيق    جلد : 1  صفحه : 51

اشتمل عليه من الحقائق التاريخية عن أول خلفاء الأمويين معاوية بن أبي سفيان، من حيث إسلامه، و استكتاب النبي له، و مدة ولايته و ملكه على الشام، و أخلاقه. فالغرض من الخبر هنا إذن هو «فائدة الخبر».

أما الغرض الثاني من الخبر فهو ما سماه البلاغيون «لازم الفائدة».

و هو ما يقصد المتكلم من ورائه أن يفيد مخاطبه أنه، أي المتكلم، عالم بحكم الخبر، أي مضمونه. و في الأمثلة التالية ما يوضح ذلك:

1- إنك لتكظم الغيظ، و تحلم عند الغضب، و تعفو مع القدرة، و تصفح عن الزلة، و تستجيب لنداء المستغيث بك.

2- و قال المتنبي مخاطبا سيف الدولة و مثنيا على شجاعته:

تدوس بك الخيل الوكور على الذرى‌

و قد كثرت حول الوكور المطاعم‌

3- و قال أحد الشعراء معاتبا:

و تغتابني في كل ناد تحلّه‌

و تزعم أني لست كفئا لمثلكا

فالمتكلم في المثال الأول لا يقصد منه أن يفيد من يخاطبه شيئا مما تضمنه الكلام من الأحكام التي أسندها إليه من كظم الغيظ، و الحلم ساعة الغضب، و العفو مع المقدرة، و الاستجابة لنداء المستغيثين به، لأن ذلك يعلمه المخاطب عن نفسه قبل أن يعلمه المتكلم، و إنما يريد أن يبين له أنه، أي المتكلم، عالم بما تضمنه هذا الكلام.

و المتنبي و هو يخاطب سيف الدولة بالبيت السابق لا يقصد أن يخبره و يفيده بأنه و هو يحارب أعداءه الروم كان يتتبعهم و يطارد فلو لهم بجيشه في قمم الجبال حيث و كور جوارح الطير فيقتلهم هناك و يصنع من جثثهم وليمة كبيرة متناثرة حول أوكارها.

أجل لا يقصد المتنبي أن يفيد مخاطبه علما بمضمون بيته، لأن سيف الدولة لا يجهله، بل هو يعلمه عن نفسه قبل أن يعلمه المتكلم به، و إنما

نام کتاب : علم المعاني نویسنده : عبد العزيز عتيق    جلد : 1  صفحه : 51
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست