نام کتاب : علم المعاني نویسنده : عبد العزيز عتيق جلد : 1 صفحه : 47
البلاغيّون و الخبر
و يقول البلاغيون: إن احتمال الخبر للصدق و الكذب إنما يكون بالنظر
إلى مفهوم الكلام الخبريّ ذاته، دون النظر إلى الخبر أو الواقع؛ إذ لو نظرنا عند
الحكم على الخبر بالصدق أو الكذب إلى الخبر أو الواقع، لوجدنا أن من الأخبار ما هو
مقطوع بصدقه لا يحتمل كذبا، و ما هو مقطوع بكذبه لا يحتمل صدقا.
فمن الأخبار المقطوع بصحتها و لا تحتمل الكذب البتة أخبار اللّه
تعالى، أي كل ما يخبرنا اللّه به، و أخبار رسله، و البديهات المألوفة من مثل:
السماء فوقنا و الأرض تحتنا، و ماء البحر ملح و ماء النهر عذب.
و من الأخبار المقطوع بكذبها و لا تحتمل الصدق الأخبار المناقضة للبديهيات،
نحو: الجزء أكبر من الكل، و الأسبوع خمسة أيام، و كذلك الأخبار التي تتضمن حقائق
معكوسة، نحو: الأمانة رذيلة و الخيانة فضيلة.
و لكن هذه الأخبار المقطوع بصحتها أو المقطوع بكذبها إذا نظرنا إليها
ذاتها دون النظر إلى قائلها أو إلى الواقع كانت محتملة للصدق و الكذب، شأنها في
ذلك شأن سائر الأخبار.
نام کتاب : علم المعاني نویسنده : عبد العزيز عتيق جلد : 1 صفحه : 47