نام کتاب : علم البيان نویسنده : عبد العزيز عتيق جلد : 1 صفحه : 127
و وجود شيء لم يوجد و لم يعرف من أصله في ذاته و صفته ...».
«وإذا ثبت هذا الأصل و هو أن تصوير الشبه بين المختلفين في الجنس مما
يحرّك قوى الاستحسان، و يثير الكامن من الاستظراف فإن التمثيل- أي التشبيه- أخصّ
شيء بهذا الشأن».
فالتشبيه عنده «يعملعمل السحر في تأليف المتباينين حتى يختصر بعد ما بن المشرق و المغرب،
و يجمع ما بين المشئم و المعرق[1]. و هو يريك للمعاني الممثلة
بالأوهام شبها في الأشخاص الماثلة و الأشباح القائمة، و ينطق لك الأخرى، و يعطيك
البيان من الأعجم، و يريك الحياة في الجماد و يريك التئام عين الأضداد، فيأتيك
بالحياة و الموت مجموعين، و الماء و النار مجتمعين. كما يقال في الممدوح هو حياة
لأوليائه، موت لأعدائه، و يجعل الشيء من جهة ماء و من أخرى نار، كقول الشاعر:
أنا نار في مرتقى نظر الحا
سد ماء جار مع الإخوان
و كما يجعل الشيء حلوا مرّا، و صابا عسلا، و قبيحا حسنا، و أسود
أبيض في حال كقول الشاعر: