نام کتاب : شرح كتاب سيبويه نویسنده : السيرافي، ابو سعید جلد : 3 صفحه : 139
يخفض لأوشك أن ترى ذلك في الشعر؛ لأنّ الشعر الذي يأتي بالمستجاز.
قال: و إنما دعاهم إلى أن يقولوا: لولاك في موضع الرفع؛ لأنهم يجدون المكني يستوي
لفظه في الخفض و النصب فيقال: ضربتك، و مررت بك، و يجدونه يستوي أيضا في الرفع و
الخفض و النصب، فيقال: ضربنا، و مرّ بنا، فيكون النصب و الخفض بنون، ثم يقال:
قمنا، و فعلنا، فيكون الرفع بالنون. فلما كان ذلك استجازوا أن تكون الكاف في موضع
(أنت) رفعا، و كان إعراب المكني بالدّلالات لا بالحركات.
فإن قال قائل: حروف الخفض هي صلات للأفعال، فإذا جعلتم لو لا خافضة
للياء و الكاف ففي صلة أي شيء تجعلونها؟
قيل له: قد تكون حروف الجر في موضع مبتدإ، و لا تكون في صلة شيء
كقولك:
بحسبك زيد، و معناه: حسبك زيد، و قولك: هل من أحد عندك؟ و إنما هو:
هل أحد عندك؛ فموضعها رفع بالابتداء، و إن كانت قد عملت الجرّ. و كذلك لو لا إذا عملت
الجرّ صارت بمنزلة الباء في: بحسبك، و من في: هل من أحد، و تكون لولاك و لولاي
بأسرها بمنزلة بحسبك، و من أحد. و نظير هذا ما روي من خفض (لعل) لما بعدها؛ فإذا
خفضت ما بعدها كانت هي و ما بعدها بمنزلة اسم مبتدأ و ما بعدها خبر، و فيما قرأنا
على أبي بكر بن دريد، أو أنشدناه:
أحدها: قول سيبويه و هو أنّ عسى حرف بمنزلة لعلّ ينصب ما بعدها
الاسم، و الخبر مرفوع في التقدير و إن كان محذوفا. كما أنّ علّك في قولك: علّك أو
عساك خبره محذوف مرفوع، و الكاف اسمها، و هي منصوبة. و استدلّ على نصب الكاف في
عساك بقول عمران: عساني، و النون و الياء فيما آخره ألف لا تكون إلا للنّصب.
و القول الثاني: قول الأخفش أنّ الكاف و النّون و الياء في موضع رفع،
و حجّته:
أنّ لفظ النّصب استعير للرفع في هذا الموضع كما استعير له لفظ الجرّ
في:
لولاي، و لولاك.
و القول الثالث: قول أبي العبّاس المبرّد: أنّ الكاف و النّون و
الياء في عساك، و عساني
[1]البيت في ديوانه، الخزانة 10/ 426، 428؛ لسان
العرب و تاج العروس (جوب).
نام کتاب : شرح كتاب سيبويه نویسنده : السيرافي، ابو سعید جلد : 3 صفحه : 139