نام کتاب : شرح كتاب سيبويه نویسنده : السيرافي، ابو سعید جلد : 2 صفحه : 412
و الصميم: الصحيح النسب.
و أمّا كلاب فجعلهم حمقى، و ذلك
أنّ أمّ عامر هي الضّبع، و العرب تستحمقها و تذكر من حمقاتها أنها يقال لها: خامري
أم عامر، أي: ادخلي الخمر فتدخل جحرها فيصطادونها، و يكون التقدير في البيت: و
كانت كلاب يقال لها: خامري أمّ عامر، كأنه قال: و كانت كلاب من حماقتها كضبع يقال
لها: خامري أم عامر، فهذا كله تأييد لقول الخليل، و يؤيّد أيضا- قوله:
(
كذبتم و بيت اللّه لا تنكحونها
بني شاب قرناها تصرّ و تحلب
أي بني من يقال له ذلك). لأنه
يجعله كأنه حكاية لما كان يتكلم به قبل ذلك، فكأنه حكى اللفظ كما كان.
قال سيبويه: (و قد زعم بعضهم أنّ
رفعه على النفي كأنه قال: فأبيت لا حرج و لا محروم بالمكان الذي أنا به).
قال: (و هذا التفسير كأنه أسهل).
و إنما صار عنده أسهل لأنّ المحذوف
خبر حرج و هو ظرف، و حذف الخبر في النفي كثير كقولنا: لا حول و لا قوة إلا باللّه،
أي: لا حول لنا و لا قوة لنا.
و قد قال بعض النحويين: لا أنا
حرج، و لا أنا محروم، فيحذف المبتدأ، و قد ذكر حذفه في مواضع.
هذا باب ما يرتفع فيه الخبر
لأنّه مبنيّ على مبتدإ
(و تنصب فيه الخبر لأنه حال لمعروف مبنيّ على مبتدإ. فأما الرفع
فقولك: هذا الرجل منطلق).
هذا: مبتدأ، و الرجل: صفته و ليس
على معهود، و منطلق: خبره.