responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شرح كتاب سيبويه نویسنده : السيرافي، ابو سعید    جلد : 2  صفحه : 396

و أمّا قوله عزّ و جل: وَ لكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَ الْيَوْمِ الْآخِرِ [1] إلى قوله:

وَ الْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذا عاهَدُوا وَ الصَّابِرِينَ فِي الْبَأْساءِ وَ الضَّرَّاءِ وَ حِينَ الْبَأْسِ‌ [2]،" فالموفون بعهدهم" يحتمل وجهين:

يحتمل أن يكون مدحا، و يكون التقدير: و هم الموفون بعهدهم فإذا كان كذلك، كان نصب الصابرين على وجهين:

أحدهما: العطف على ذوي القربى.

و الآخر: أن يكون على المدح بإضمار (أذكر).

و الوجه الآخر من رفع الموفون: أن يكون عطفا على من آمن باللّه، فإذا ارتفع بذلك كان نصب الصابرين على المدح لا غير، و لا يجوز أن ينصب بالعطف على ذوي القربى، لأن ذوي القربى في صلة من آمن باللّه، لأنّ (آتى) معطوف على آمن، و لا يجوز أن يعطف الموفون على (من) إلا بعد تمام صلته فيصير (و الصابرين) منقطعا عن الصلة، و أنشد قول الخرنق في رفع المدح و نصبه، و هو:

لا يبعدن قومي الذين هم‌

سمّ العداة و آفة الجزر

النّازلين بكل معترك‌

و الطيبون معاقد الأزر [3]

و مثله في الرفع و النصب قول أبي خياط العكلي:

و كلّ قوم أطاعوا أمر مرشدهم‌

إلا نميرا أطاعت أمر غاويها

الظّاعنين و لمّا يظعنوا أحدا

و القائلون لمن دار نخلّيها [4]

(و زعم يونس: أن العرب من يقول: النازلون بكل معترك و الطيبين، فهذا مثل:

و الصابرين، و من العرب من يقول: الطاعنون في القائلين، فنصبه كنصب الطيبين إلا أنّ هذا شتم لهم و ذم، كما أن الطيبين مدح لهم و تعظيم، و إن شئت أجريت هذا كله على الاسم الأول، و إن شئت ابتدأته جميعا فكان مرفوعا على الابتداء.

كل هذا جائز في ذين البيتين و ما أشبههما، كل ذلك واسع.


[1] سورة البقرة، الآية: 177.

[2] سورة البقرة، الآية: 177.

[3] البيتان سبق تخريجهما.

[4] الخزانة 2/ 301.

نام کتاب : شرح كتاب سيبويه نویسنده : السيرافي، ابو سعید    جلد : 2  صفحه : 396
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست