نام کتاب : شرح كتاب سيبويه نویسنده : السيرافي، ابو سعید جلد : 2 صفحه : 303
قول البصريين لأن في لا يمتنع دخولها على زمان الفعل و إن قلّ، ألا
ترى أنك تقول: قد سار في بعض النهار، و لم يسر فيه كله فالجزاء الذي وقع فيه السير
و استوعبه قد دخلت عليه في، و تقول: تكلمت في القوم أجمعين فتدخل في على القوم و
قد استوعبهم الكلام، فكذلك لم تدخل في على اليوم، و إن استوعبه الكلام، و قد منع
الكوفيون أن يقال: زيد خلفك أشد المنع، و احتالوا لما جاء في الشعر ما فيه تعسف
حين قال بعضهم في قوله:
إلا جبرئيل أمامها
إنّ ذلك إنما جاز، لأن جبريل لعظم
خلقه يملك الأمام كله، و هذا خطأ، لأن الأمام لا نهاية له، فلا يجوز أن يملأه
شيء، و هكذا سائر الجهات، و أجازوا ذلك في أخبار الأماكن، فقالوا: داري خلفك، و
منزلي أمامك، و على هذا [التأويل] حمل ثعلب قول لبيد:
خلفها و أمامها
هذا باب ما شبّه من الأماكن
المختصة
(بالمكان غير المختص شبّهت به إذا كانت تقع على الأماكن).
قال أبو سعيد: هذا الباب ينقسم
قسمين:
أحدهما: يراد به تعيين المنزلة بعد
أو قرب.
و الآخر: يراد به تقدير البعد و
القرب.
فما أريد به تعيين الموضع و ذكر
المحل من قرب أو بعد، و إن النصب يجوز فيه على الظرف، و الرفع على خبر الأول
تشبيها، و الأكثر فيه النصب.
و يدلّك على ذلك أنك تدخل الباء
عليه فتقول:
هو مني بمنزلة، كأنه قال: هو مني
استقر بمنزلة، و الباء و في بمعنى واحد، كما تقول: هو بالبصرة، و في البصرة. فأما
قولهم: هو مني مزجر الكلب، فلمن كان مباعدا مهانا.