نام کتاب : شرح كتاب سيبويه نویسنده : السيرافي، ابو سعید جلد : 2 صفحه : 206
قال: (و مثله قول الشاعر، و هو حسان:
أهاجيتم حسّان عند ذكائه
فغيّ لأولاد الحماس طويل
) فهذا دعاء من حسان لأنه هجا رهط النجاشي، و رفع كما يرفع- رحمة
اللّه عليه- و فيه معنى الدعاء.
هذا باب ما أجري من الأسماء مجرى
المصادر التي يدعى بها
(و ذلك قولك: تربا، و جندلا، و ما أشبه هذا. فإن أدخلت"
لك" فقلت: تربا لك، فإن تفسيرها هاهنا كتفسيرها في الباب الأول).
قال أبو سعيد: اعلم أن هذا الباب
يدعى فيه بجواهر لا أفعال منها نحو التراب و الترب و الجندل، و هو: الصخر، و قوله
فاها لفيك، و فاها إنما هو اسم للفم و ليس لشيء من ذلك فعل يصير مصدرا له، و
لكنهم أجروه في الدعاء مجرى المصادر التي قبل هذا الباب و قدّروا الفعل الناصب لها
ما قاله سيبويه.
قال: (كأنهم قالوا: ألزمك اللّه،
و أطعمك اللّه تربا و جندلا، و ما أشبه هذا من الفعل، و اختزل الفعل هاهنا، يعني:
حذف، لأنهم جعلوه بدلا من قولهم تربت يداك).
فعبّر عنه سيبويه بفعل قد صرف من
التراب، و قد رفعه بعض العرب، و الرفع فيه أقوى من الرفع في المصادر في الباب الذي
قبله، قال الشاعر:
فترب لأفواه الوشاة و جندل
فترب مبتدأ و الخبر لأفواه الوشاة،
و فيه معنى المنصوب في الدعاء كما كان في قولك" سلام عليكم" معنى
الدعاء.
قال: (فمثله قول العرب"
فاها لفيك". و إنما يريد" فا" الداهية، فجعل" فاها"
منصوبا بمنزلة تربا لفيك، و إنما يخصّون في مثل هذا الفم لأن أكثر المتآلف فيما
يأكله